‘ذي اندبندنت”: الأمريكيون يشعرون بالاشمئزاز من نتنياهو
سلَّطت صحيفة ”ذي اندبندنت” البريطانية الضوء على نفي مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بينيامين نتياهو للتقارير الصادرة بشأن اندلاع أزمة في العلاقات الأمريكية الإسرائيلية حول أحداث غزة، بعد أن قامت وزارة الخارجية الأمريكية بوضع سياسة جديدة بشأن شحنات الأسلحة إلى إسرائيل وخضوعها إلى مزيد من التدقيق بسبب القلق إزاء العدد الكبير من الفلسطينيين الوفيات بين المدنيين.
وأوضحت الصحيفة في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني، الأحد، أن مسؤولين إسرائيليين أكدوا على صفحات الصحيفة الليبرالية الإسرائيلية ”هآرتس” تعليق صفقة الأسلحة المتفق عليها مسبقا والتي كانت تشمل شحنة من صواريخ من طراز ”هيلفاير”، والتي يتم تركيبها على الطائرات المروحية كجزء من القرار الأمريكي في تحجيم تجارة الأسلحة التي ستستخدم في غزة، ونوهت الصحيفة بأن التعليق يعد الأول من نوعه منذ ثلاثة عقود.
وأضاف المقال أن إدارة باراك أوباما كانت مقتنعة بأن إسرائيل لم تفعل ما يكفي لتقليل الضحايا المدنيين وأن مخاوفها شملت استخدام المدفعية بدلا من الأسلحة أكثر دقة في القطاع الساحلي المكتظ بالسكان، وتقول إسرائيل إن حماس تستخدم المدنيين كدروع بشرية، وبالتالي تحملهم المسؤولية الكاملة عن الضحايا، وأن إسرائيل ترى انتقادات الولايات المتحدة بشأن عدد القتلى في غزة تقصيرا في الدعم غير المشروط بينهم.
وقال المتحدث باسم نتنياهو، مارك ريجيف، ”ليس لدي علم بأمر تعليق صواريخ ”هيلفاير”، مضيفا ”قدمنا الطلب ونتوقع أن يتم الوفاء به، ولا أشعر بوجود أزمة، بل على العكس، حيث استخدم رئيس الوزراء كلمة ”رائعة” قبل أيام قليلة لوصف الدعم الذي تلقيناه من الولايات المتحدة، واتضح أن مواقفنا ليست دائما متطابقة ولكن تربطنا مصالح استراتيجية مشتركة وقيم مشتركة، ولدينا شراكة فريدة من نوعها ”.
وقالت ”ذي اندبندنت” إن السياسيين والمحللين الإسرائيليين ينتابهم الشعور بالقلق من تدهور العلاقات بشكل حاد خلال القتال في غزة، ونقلت عن وزير المالية الإسرائيلي يائير لبيد قوله ”هناك اتجاه مثير للقلق، ولن نسمح بأن يستمر”، مضيفا أن ”علاقتنا مع الولايات المتحدة مبنية على الأصول الاستراتيجية التي يجب الحفاظ عليها”.
وأوردت قول جاليا جولان، استاذ العلوم السياسية في المركز المتعدد الاختصاصات في هرتسليا قرب تل أبيب ” الأميركيون يشعرون بالاشمئزاز من نتنياهو”، وأضاف ”من المحتمل أن تلقي المرشحة الرئاسية الأمريكية هيلاري كلينتون لـ2006 هذا الاسبوع الدعم وراء حكومة نتنياهو، محملة حماس مسؤلية سقوط ضحايا من المدنيين وتأييدها لاستمرار السيطرة الأمنية الإسرائيلية على الضفة الغربية المحتلة.
وأشارت الصحيفة إلى أن اهتمام إدارة أوباما على الضحايا المدنيين اسدل عليه الستار بعد أن شنت إسرائيل عملية برية في غزة في 17 يوليو من الشهر الماضي، كما قصفت قذائف ارائيلية مدارس الأمم المتحدة في قطاع غزة والتي كانت تستخدم لإيواء أولئك الذين فروا من منازلهم، وسعت الولايات المتحدة لأن تنأى بنفسها عن إجراءات حليفتها.
ورأت أن الصدع الذي أحدثه الحرب على غزة يعد استمرارا للتوترات بين الولايات المتحدة وإسرائيل على القضية الفلسطينية، والتي استمرت منذ تولى الرئيس الأمريكي باراك أوباما لمنصبه، وفرض الضغوط لتجميد بناء المستوطنات الإسرائيلية غير القانونية في الضفة الغربية، واعتبرت أن استمرار البناء الاستيطاني الإسرائيلي وضم الضفة الغربية من قبل نتنياهو يعد واحدا من الأسباب التي أدت إلى فشل جهود وزير الخارجية الأمريكي جون كيري للتوسط في اتفاق إسرائيلي فلسطيني.
وفي الوقت نفسه، وينظر لأوباما من قبل الحكومة الإسرائيلية بأنه ”ضعيف ومضلل” وفقا لافرايم انبار مدير مركز بيسا للدراسات الاستراتيجية في جامعة بار ايلان، راصدا محاولة أوباما إشراك إيران، لفشله في التهديد باستخدام القوة ضد سوريا بشأن استخدام الأسلحة الكيميائية، وتجنب مصر تحت رئاسة عبد الفتاح السيسي وتجنيد تركيا وقطر عوضا عنها لوقف إطلاق النار في غزة،مؤكدا أن ”هذه الإدارة ببساطة لا تفهم من هم حلفائها ومن أعدائها، انه ارتباك استراتيجي ”.
واختتمت بالإشارة إلى اعتقاد انبار بأن أوباما لا يمكنه التراجع عن علاقات وثيقة بين إسرائيل والولايات المتحدة، مضيفا أن ”هذه العلاقة تستمد قوتها من تاريخ طويل وأن هناك الكثير من الدعم الأمريكي المحلي لإسرائيل”.