هاآرتس: السيسي لن يدع أردوغان يحقق حلمه في الشرق الأوسط
أوردت صحيفة هاآرتس فى نسختها الإنجليزية تقريراً مطولاً عن تطور العلاقات التركية-الإسرائيلية منذ الحرب الإسرائيلية على غزة فى 2008 وحتى الآن، مشيرة إلى أن أردوغان قرر اتباع سياسة مختلفة مع إسرائيل تحمل طابع العداء، ليكتسب لقب “فارس غزة” على حساب الدور المصرى. ووفقاً للصحيفة الإسرائيلية كان هذا واضحاً، فى مواقفه العنترية كانسحابه من مؤتمر دافوس الاقتصادى فور دخول الرئيس شيمون بيريز إلى القاعة، أو فى متاجرته بحادث أسطول الحرية الذى قتل فيه 9 أتراك، وعلى الرغم من أن تركيا لم تكن تمول الأسطول بشكل مباشر، واعتذار إسرائيل الرسمى وعرضها لدفع تعويضات عن ذلك الخطأ، إلا أن أردوغان أصر أن يملأ الدنيا صراخاً تنديداً بهذا الحادث. وعلى الرغم من علاقات أردوغان القوية بقيادات حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، وتمويله ودعمه الدائم لنشاطها داخل وخارج القطاع، إلا أن هذا لن يمنحه دور اللاعب الرئيسى فى الشرق الأوسط الذى يحلم به، وخاصة فى القضية الفلسطينية للعديد من الأسباب، أولها التقارب الواضح بين مصر والسلطة الفلسطينية ممثلة فى الرئيس محمود عباس، منذ عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك وحتى الآن. ولا يعد أبو مازن من المعجبين بأردوغان، ومثله الرئيس المصرى الحالى عبد الفتاح السيسى، فمن الواضح فى الفترة الحالية أن تركيا –كما قطر- منبوذة تماماً من القاهرة، لذا لن يستطع أبو مازن تبنى أى سياسة تجاه تركيا تخالف الرؤية المصرية، لتفادى الصدام مع مصر والسعودية. والنتيجة أن تركيا مستبعدة تماماً من مفاوضات وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس المقامة فى القاهرة، حتى وإن توصل الجانبان الفلسطينى والإسرائيلى لاتفاق ينص على إعادة إعمار غزة، فإن تركيا لن تفوز وحدها بهذا الدور فى إعادة بناء البنية التحتية للقطاع Kبل ستشاركها مصر وأوروبا والدول العربية. واختتم التقرير تحليله قائلاً إن أوروبا والدول العربية والسلطة الفلسطينية نفسها- التى ستشرف على إعادة الإعمار- لن يدعوا تركيا تنفذ عملية إعادة إعمار غزة وحدها، وهذا يهدم أى حلم لأردوغان بالفوز بلقب المخلص فى الشرق الأوسط بشكل عام وغزة بشكل خاص.