باحث بريطاني: الغرب اهتم بمقتل صحافي أكثر من إبادة آلاف العراقيين
وأفاد الباحث بأن المخابرات البريطانية ما تزال تتحرى عن شخصية قاتل الصحافي الأمريكي جيمس فولي، الذي بدا أنه يتكلم بلكنة بريطانية واضحة، مشيراً إلى أن هناك تقارير تفيد بوجود 500 بريطاني يقاتلون مع داعش.
اختيار مقصود
ورجح الكاتب أن داعش اختار عمداً أحد البريطانيين للإشراف على هذا العمل الوحشي، لاستهداف جمهور بعينه، حيث يريد داعش ثني القوى الغربية عن الوقوف في مواجهة الخلافة، وأفضل وسيلة لنقل هذه الرسالة هي اختيار صوت يثير القلق في كل من يعرف هويته.
ورغم أن الكاتب يستبعد أن يكون الغرض من الفيديو إحداث وقيعة بين واشنطن ولندن، فإنه يؤكد أن الغرب يعيش لحظات من عدم اليقين، فالمشاهد البشعة لقطع الرؤوس، والخاطفين الملثمين، والصحراء والكلمات الأخيرة للضحايا، تستهدف إحداث صدى بين الجماهير الغربية، ومن ثم التقاعس عن مواجهة تهديد بعيد.
ونصح الكاتب بريطانيا بأن تقدر المشكلة التي يواجهها الغرب حق قدرها، مشيراً إلى أن المنشورات الموالية لداعش، والتي توزع في شارع أكسفورد، لا تعبر عن تحريض واضح للعنف فحسب، ولكن للإرهاب الثوري الصريح الذي لا يجب وصفه بأنه صادر عن حفنة من المراهقين والحمقى.
متطرفون يملكون جيشاً!
وأسوأ شيء في داعش، برأي الكاتب، أنهم ليسوا مجموعة من الساديين قاطعي الرؤوس، وإنما مجموعة من الساديين المتطرفين الذين يملكون جيشاً، ولديهم تطلعات لبناء دولة.
لذا، يؤكد الكاتب على ضرورة استخدام كل الوسائل العسكرية والسياسية لمحاربة هذا الإرهاب الدموي، وهذا التوسُّع الإقليمي للجماعة الجهادية. من جهة أخرى، قالت صحيفة “نيويورك بوست” الأمريكية في افتتاحيتها إن وقت اللعب قد انتهى، بعد أن استيقظت أمريكا على الفيديو المروع الذي نشره داعش، ويبين قيام مقاتليها بقطع رأس الصحفي الأمريكي جيمس فولي، الذي كان يغطي الحرب الأهلية في سوريا منذ 2012.
كما أظهر الشريط أن بحوزتهم رهينة أخرى، هو الصحفي ستيفن جويل سوتلوف، الذي هددوه بالقتل.
تهديد لأوباما
وأعلن الإرهابي الملثم، الذي يمسك بتلابيب سوتلوف، أن “حياة هذا المواطن الأمريكي، يا أوباما، تعتمد على قرارك المقبل”.
ورأت الصحيفة أن هذا الفيديو يضع الرئيس أوباما في موقف صعب، لكنه يجب أن يقوم بكل ما يلزم لمواجهة هذه الوحشية المفزعة، ويتمثل ذلك في شن غارات جوية شاملة ضد داعش و”خلافتها” في العراق وسوريا، حتى يزول التهديد.
وشددت الصحيفة على أن أمريكا مرتبطة بالصراع الآن بصورة مباشرة مع تعرض حياة الأمريكيين للخطر، مشيرةً إلى أنه لا مزيد من المراوغات مع القتلة الإرهابيين، حتى إن البابا فرانسيس قد شعر بالقلق بسبب تصاعد اضطهاد المسيحيين العرب، وقال صراحةً: “إن وقف المعتدي الظالم أمر مشروع”.
وأوضحت الصحيفة أن أوباما حاول حتى الآن الحدّ من تورط الولايات المتحدة ضد داعش، وقصرها على تقديم الإغاثة الإنسانية للاجئين الإيزيديين، الذين تقطّعت بهم السُبل، وحماية المسؤولين الأمريكيين في العراق.
توسع إقليمي
لكن الأمور تغيرت تماماً، بحيث أن داعش بات لا يهتم بعدد الأموات، سواءً من العراقيين أو الأمريكيين، في سبيل توسُّعها الإقليمي.
وأكدت الصحيفة أن تهديد داعش لا يقتصر على الأمريكيين في العراق وسوريا فحسب، وإنما يشكل تهديداً دائماً على الولايات المتحدة نفسها، ولهذا فإن أمريكا بحاجة إلى القضاء التام على هذا التهديد.
وختمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول بأن داعش قد بعث الآن ما يسمى بـ “رسالة إلى أمريكا”، وحان الوقت لأمريكا أن ترد عليها برسالة ذات مغزى أكبر.