“واشنطن بوست”: إيقاف إرهاب “داعش” يحتاج إلى أفعال لا أقوال
وأشارت الصحيفة إلى الفيديو الذي بثه تنظيم “الدولة الإسلامية” يوم الثلاثاء الماضي، الذي يبين قيام مقاتلي التنظيم بقطع رأس الصحفي الأمريكي جيمس فولي، مؤكدة أن أحد أسباب عدم الاحتجاج لمقتل أكثر من 150 ألف سوري وتشريد الملايين، يرجع إلى الخطورة الشديدة التي أحاطت بالمراسلين وتقاريرهم حول تلك الحرب الوحشية. لهذا فإن أمثال السيد فولي، الذين يخاطرون بكل شيء لتقديم شهاداتهم عن تلك المذابح، يستحقون إعجابنا بينما لا يستحق قتلته إلا كل ازدراء.
وأوضحت الصحيفة أن فولي من بين آلاف الضحايا الذين قتلهم “الدولة الإسلامية” وهو يغزو الأراضي في سوريا والعراق، مشيرة إلى أن أوباما لخص ما فعله التنظيم جيداً حين قال “إنهم اجتاحوا المدن والقرى وقتلوا الأبرياء والمدنيين العزّل بطرق عنيفة جبانة”، مضيفاً “أنهم اختطفوا النساء والأطفال وعرضوهم للتعذيب والاغتصاب والاستعباد. وقتلوا المسلمين، سنة وشيعة، بالآلاف. واستهدفوا المسيحيين والأقليات الدينية، وشرّدوهم وقتلوهم حيثما أمكن، لا لسبب سوى أنهم يمارسون ديانة مختلفة”.
ونوّهت الصحيفة إلى أن إدارة أوباما حققت بعض التقدم في عرقلة تقدم هذه المجموعة الإرهابية في الأيام الأخيرة، وساعدت الغارات الجوية الأمريكية على تقدم القوات الكردية والعراقية لاستعادة بعض الأراضي المفقودة. وأدت الضغوط الأمريكية إلى سرعة تعيين رئيس وزراء جديد في العراق لتجاوز الخطوط الطائفية وحشد بلاده لهزيمة ما يسمى بالخلافة التي أعلنها تنظيم “الدولة الإسلامية”.
وأشارت الصحيفة أنها تتفق مع ما أكده أوباما من أهمية تجنيد الجيش العراقي وغيرهم من اللاعبين المحليين في مواجهة آفة هذه الجماعة الإرهابية، ولكن حث الآخرين على المعركة ليس كافياً. وليس من الحكمة أن نفترض- كما أشار أوباما- أن “الدولة الإسلامية” سينهار بسبب أساليبه البشعة، فالتاريخ يمتلئ بأمثلة كثيرة لسلطات “مدمِّرة” حكمت لفترات طويلة ولم تنهار إلا بعد قيام سلطات “بنّاءة” بخلعها والنهوض بهذا العمل.
وأكدت الصحيفة أن الولايات المتحدة وقفت موقف المتفرج لمدة ثلاث سنوات بينما تقوى شوكة المتطرفين الإسلاميين داخل سوريا. وفوجئت واشنطن في يونيو (حزيران) عندما اقتحموا العراق، واستولوا على الموصل وهددوا بغداد، وفوجئوا مرة أخرى هذا الشهر عندما هددوا كردستان. وهم الآن يعززون سيطرتهم داخل رقعة واسعة من الأراضي التي تمتد بين سوريا والعراق، ويقاتلون من أجل التوسّع ويقومون بتدريب مئات الإرهابيين الأجانب، بما في ذلك من أوروبا والولايات المتحدة، والذين يمكنهم العودة إلى بلدانهم الأصلية وهم يحملون “أعراضاً خبيثًة”، يعلن تنظيم “الدولة الإسلامية” بفخر عداوته للولايات المتحدة. ولذا، ترى افتتاحية الصحيفة أن أمريكا بحاجة فعلاً إلى استراتيجية حقيقية للرد.