مراهق فلسطيني يروي استغلال الجيش الإسرائيلي له كدرع بشرية
يقول أحمد أبو رايدا، إنه أثناء محاولة الهروب مع عائلته في 23 يوليو، تم اعتقاله من قبل الجيش الإسرائيلي لمدة 5 أيام، حيث ألحَّ أحد الجنود الإسرائيليين “كابتن” على معرفة الأنفاق التي تستخدمها حماس، إضافة إلى مواقع إطلاق الصواريخ قرب منزله.
ويشير الموقع إلى أن إفادة المراهق الفلسطيني التي تم الكشف عنها، جاءت في تقرير نشر يوم أمس الخميس من قبل “الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال”، حيث أوضح أبو رايدا قائلاً “لا أدري، أنا لا زلت صغيراً في السابعة عشر، كيف بإمكاني أن أعرف كل ما طُرح علي، ولكن على الرغم من كل ما قلت للكابتن، كان يقوم بركلي وضربي على الدوام”.
ويروي معاناته لدى اعتقاله أثناء محاولته الهرب إلى بر الأمان “ربطوا معصمي بشريط بلاستيكي، وبدأوا يركلونني على معدتي ووجهي مرددين عبارات مثل: أنت لست إنساناً.. أنت كلب. وأتذكر أنهم قاموا بتغطية عيني، وخلعوا عني كل ملابسي، وبقيت واقفاً أمامهم بسروالي الداخلي”.
ويتابع “بعد نقلي إلى مكان آخر، بدأ أحد الجنود بالصراخ بوجهي باللغة العربية قائلاً (أريد أن أصفي حساباتي مع حماس.. هل أنت من حماس؟)، وبعد فترة وجيزة، أعطوني بعضاً من الماء، وقطعتين من البسكويت وقليلاً من المكسرات، ومن ثم قاموا بربط يدي خلف الكرسي”.
البحث عن الأنفاق
ويستذكر أبو رايدا كيف تم أخذه خلال فترة الظهيرة إلى أحد المنازل وبدأوا يوجهونه داخل الغرف، في حين كان الجنود يبعدون قرابة 3 أمتار عنه “أدخل في الغرفة وتأكد إن كان هناك أنفاق أم لا”، ويقول “عندما كنت أقول لهم إنه لا يوجد أي أنفاق هنا، كانوا يقومون بمعاودة ضربي وركلي، حتى إن الكابتن جلب سلكاً وبدأ يضربني به على ظهري”.
كتابة الوصية
ويتابع التقرير مسلطاً الضوء على معاناة الطفل، بالإشارة إلى أنه في اليوم التالي بعد التجوال على منزلين بحثاً عن أنفاق مزعومة، وجد أبو رايدا دفتراً وقلماً داخل كيس مرمي في إحدى الغرف “قررت أن أكتب وصيتي وأن اتركها لعائلتي”.
ومما جاء في الوصية “في صباح الجمعة 25 يوليو (تموز) أمضيت مع جنود الاحتلال الإسرائيلي داخل غرفة مغلقة، لا علم لدي إن كنت سأنجو أو أنهم سيقتلونني، ليس لدي أي معلومة عن ما قد يحصل بي لاحقاً. إنني أكتب هذه الرسالة على أمل أن يقرأها أحد، وأن يوصلها إلى عائلتي. في حال قتلت أو تم إلقاء القبض علي، أرجو أن ترسلوا تحياتي إلى عائلتي. أحمد جمال أبو رايدا”.
ويشير إلى أنه في اليوم التالي، جل ما حصل عليه كوجبة طعام هو ثلاث قضمات من سمك السردين.
استغلال واضح
يقول مدير الهيئة في فلسطين رفعت قسيس إن “الحكومة الإسرائيلية لطالما اتهمت حركة حماس وباقي المنظمات الفلسطينية باستغلال المدنيين، خصوصاً الأطفال، كدروع بشرية، إلا أن هذه الحادثة تشكل دليلاً واضحاً على قيام عناصر من الجيش الإسرائيلي بإجبار الأطفال على المساعدة في العمليات العسكرية”.
ويتابع قسيس كلامه بالإشارة إلى أن ما حصل يمكن اعتباره بمثابة جرائم حرب، و”أحداث تنتهك القوانين الدولية والمواثيق الموقعة التي من الواجب احترامها أثناء النزاعات المسلحة. قوانين وافقت إسرائيل عليها”، على الرغم من عدم إقرار الحكومة الإسرائيلية بالموافقة على قانون روما المتعلق بمحكمة العدل الدولية.