مقالات

«قائد الإنسانية».. ولا عجب

راكان بن حثلين

– لا عجب ولا غرابة في أن تعتلي الكويت منصة التكريم في أعلى قمم المحافل الدولية، وأن تحصد التاريخ قبل أن تحصد الألقاب، ليسجل التاريخ لهذا البلد الصغير بصمات راسخة في تاريخ العمل الإنساني، ويحفظ صفحة مشرقة ومشرفة لكل مواطن.. بل لكل مواطن عربي.

كيف لا يكون ذلك وسمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح هو من يقود دفة العمل الخيري في هذا البلد الصغير بحجمه، الكبير بعطائه ومساهماته في شتى مجالات العمل الإنساني، ويحشد العالم من أجل نصرة الشعوب المستضعفة، والتخفيف من كل فاقة وفقر أو ألم يطال الإنسان أينما كان.

«قائد الإنسانية» لم يكن لقبا فحسب، بل هو وصف وتقييم لمسيرة حافلة بالعمل الإنساني، وعطاء امتد لعقود من الزمن، أفناها سمو الأمير في خدمة العمل الإنساني منذ أن كان وزيرا للخارجية، ولا يزال يسقي غرسها الطيب من على سدة الحكم.

إن تكريم سمو الأمير من قبل الأمم المتحدة، ومنح سموه لقب «قائد الإنسانية»، وتسمية الكويت «مركز إنساني عالمي»، تاج نتفاخر به أمام العالم، وإرث تتباهى به الأجيال، ورصيد من المحبة تدخره لنا الشعوب، وثمار تترجمها المواقف الدولية تجاه الكويت.

لا نستغرب نيل هذا اللقب لكونه استحقاقاً وحصاد جهد وعملاً دؤوباً من صاحب السمو، وشهادة دولية للتاريخ الإنساني بأن الكويت في يوم من الأيام تصدرت الدول الداعمة للشعب السوري في أحلك الظروف، وقادت الجهود الدولية لاحتضان اللاجئين السوريين، وجمعت العود فوق العود من أجل تدفئة المشردين، في زمن بردت فيه المشاعر الإنسانية إلى حد الجمود، فضلا عن اسهامات الكويت في مختلف العمليات الإنسانية التي تنفذها الأمم المتحدة، ورعايتها للمؤسسات والأنشطة الخيرية.

لا نستغرب هذا التكريم لقائد جمع 69 دولة في مؤتمر المانحين للشعب السوري، وشكل مصدر وحي للعالم أجمع من خلال مبادرة سموه بالعطاء السخي والأكبر للشعب السوري، وجعل من الكويت منارة للعمل الإنساني، وسعى جاهدا لتحقيق السعادة البشرية من خلال مساعدة الدول النامية والمنكوبة، ومساعدة الفقراء والمحتاجين، والأعمال التي رفعت اسم الكويت عاليا في المحافل الدولية.

في 19 سبتمبر المقبل يشهد العالم أجمع تكريم الشعب الكويتي أجمع، ويستذكر دور هذا البلد وقائده الملهم للعمل الإنساني، وعطاءاته المستمرة من أجل خير البشرية، وفي ذلك اليوم يجب ان تكون لنا هنا في الكويت احتفالية بهذا الإنجاز الذي تحقق بفضل جهد في ذلك اليوم يجب أن تكون لنا نحن أيضا وقفة مع الذات، نستذكر فيها عطاء قائد ووالد أفنى عمره في خدمة البلد وفي سبيل خدمة ورخاء هذا الشعب، ونرى هل أوفينا صاحب السمو حقه؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.