صحيفة: “داعش” أخطر من القاعدة وترعب زعماء الغرب
رأت صحيفة (وورلد تريبيون) الأمريكية ، أن النجاح العسكري الذي حققه تنظيم داعش يعد ضربة دعائية من أجل توظيف جهاديين فى الغرب ، ممن يمكن أن يشكلوا تهديدا إرهابيا محليا لبلدان من بينها الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبا. ذكرت الصحيفة – في سياق تقرير بثته على موقعها الإلكتروني – أن هناك اعتقادا بالفعل أن حوالى 12 ألف مقاتل أجنبي يعاونون داعش في سوريا والعراق ، وأن 3 آلاف منهم يعتقد أنهم من الدول الغربية و100 منهم من الولايات المتحدة. ذكرت الصحيفة أن الفيديو الدعائى الذى بث مؤخرا لداعش وظهر فيه جهاديون يتحدثون الإنجليزية من كل من بريطانيا واستراليا يهدف إلى زيادة تلك الأعداد. لفتت الصحيفة إلى أن هاشتاج تنظيم داعش الذى ارتفعت نسبة مشاهدته من 1000 مشاهدة في المتوسط قبيل غزو العراق تتراوح نسبته الحالية بين 30 إلى 40 ألف مشاهدة فى بعض الأيام. نوهت (وورلد تريبيون) بأن المخاوف التي عبر عنها قادة الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا وفرنسا بشأن تصدير الإرهاب من الشرق الأوسط إلى بلادهم ، لها قاعدة صلبة على ما يبدو.
أضافت الصحيفة أنه حتى ولو قوبلت داعش بمواجهة فعالة كما هو متوقع فى العراق وسوريا ، فإن ظاهرة الجهاد العالمي والتى يتمثل خصومها الرئيسيون حتى الآن في تنظيم القاعدة وفروعه وفي تنظيم داعش وفروعه ، من المفترض أن تستمر كي تقوى شوكتها بجيل جديد من المجاهدين، لتحقيق هدفهم المنشود وهو إحياء نظام الإرهاب الدولي. وعقبت الصحيفة بأنه من المستبعد أن تعود تلك الآلاف المؤلفة من شباب الدول الغربية الذين يشاركون فى المعارك في سوريا والعراق إلى مواطنهم الأصلية كي يحاولوا نشر المذهب التلقيني الجهادي السلفي المتشدد الذي تلقوه لكنهم يتأهبون الآن لاستخدام خبراتهم فى شن هجمات إرهابية فى المدن الغربية. أضافت ” ذلك لأن تنظيم داعش عدوانى توسعى ، ويشكل تهديدا خطيرا وربما كان يركز أغلب اهتمامه فى الوقت الراهن على العراق ، بيد أن طموحاته التوسعية على المدى الطويل هي أوسع من ذلك بكثير”. لفتت الصحيفة إلى أن هناك ارتباطا بين تنظيم داعش وأوروبا ، برز فى يونيو العام 2013 ، عندما أعلنت وزارة الدفاع العراقية عن اعتقالها لأعضاء خلية إرهابية فى بغداد كانت تحاول تهريب أسلحة كيميائية إلى كندا والولايات المتحدة وأوروبا.
وأردفت الصحيفة بأن داعش أعطت معنى جديدا لمصطلح التطرف ، ومن المفارقات أن ذلك يلقي بضوء عملي نسبيا على تنظيم القاعدة الراعي السابق لداعش والعدو الحالي لها لافتة إلى أن داعش تجاوزت كل الخطوط الحمراء ورفعوا عتبة الوحشية المرتفعة بالفعل والتي طالما التصقت فيما مضى بتنظيم القاعدة. ونبهت الصحيفة – فى ختام تقريرها – بأن آلافا من شباب المسلمين من جميع أنحاء العالم ، ومن بينهم مواطنون غربيون، موجودون في المناطق التي مزقتها الحرب في سوريا ويتنقلون بين سوريا والعراق ويشاركون في الأعمال المروعة، يجري تلقينهم ويكتسبون الخبرة والمهارات القتالية التي سيستخدمونها ضد الغرب.