مقالات

«الهرب ثلثين المرجلة»

عزيزة المفرج

– يسميها هؤلاء تقية لاتقاء الأذى، ونسميها نحن جبناً وقلة شجاعة ونقص مرجلة، وحين وقف د.صفوت حجازي بشمم وكبرياء في أحد الميادين العامة، أمام جمهوره من الاخوان المسلمين، وأخذ يصرخ بأعلى صوته كلاما تضمن جملته الشهيرة «عالقدس رايحين شهداء بالملايين»،

مهددا بسيل من الدماء في سبيل بقاء حكم الجماعة، ثم يتكلم في التلفون مع القيادي الكبير في الجماعة المليونير خيرت الشاطر، ويقول له ان سقوط محمد مرسي مسألة دونها الرقاب، ويعده بأنه يحمل معه سلاحا مرخصا و«حنخش القصر وحندبّحهم»، ثم يقبض عليه عند الحدود الليبية بعد فشل خطته للهروب من مصر، ويجلس بين يدي الشرطة كالقط الأليف يقسم أيمانا مغلّظة بأنه ليس من الاخوان، ولا ينتمي اليهم، وأنه لو كان يعلم بحملهم الأسلحة في رابعة لما بقي معهم دقيقة واحدة، فان ذلك كله لا يمكن ان يسمى الا بالمهزلة، والكوميديا المضحكة، وشر البلية ما يضحك.

هذا الكذب الواضح عند حجازي بسبب خوفه على نفسه وحياته ربما كان مقبولا، لو لم يكن كل شيء مسجلا وموثقا بالصوت والصورة، فبعض المسلمين اتبعوا التقية مع الكفار حفاظا على حياتهم في بداية الرسالة، مع التشديد على أن الاخوان المسلمين ليسوا مسلمين كما ينبغي، ولا خصومهم كفار، وحاشاهم الله عن ذلك، طالما أنهم يشهدون بأن لا اله الله، وأن محمدا رسول الله، ولكن فعل حجازي لا مبرر له طالما ان الشهود والاثباتات على عدم صحته موجودة ومحفوظة.هذا الموقف الجبان الذي بدر من قيادات اخوانية، فعل نفسه البعض عندنا من غلاة المتشددين في الدين، والتكفيريين، بعد الاجراءات الحكومية والأمريكية الأخيرة، فأصبح الكلام غير الكلام، والتغريد غير التغريد، والحال غير الحال، فمن بشر بمستقبل أسود للكويت،

غرد بحبه وإخلاصه لها ولأميرها، ومن طلب عشرة (بني آدمين سوريين) يذبحهم ويتلذذ بذبحهم ادعى نصحه للشباب بعدم السفر لسورية لكثرة الاختلافات وعدم الحاجة، والثالث الذي يجمع الأموال لنصرة جماعته، ويقعد مع المهددين لاستقرار الوطن يخططون ويتناقشون نجده قد صمت صمت القبور، واختار وضعية أبوالهول لحماية نفسه، فسبحان اللي يغير ولا يتغير. هؤلاء الناس الآن في حالة تراجع وانكفاء، ولكن التاريخ يقول إنه تراجع وانكفاء مؤقت، وسيعودون الى ما كانوا عليه من سعي لهدم الدولة ومؤسساتها، واقامة الدولة الدينية كما يتصورونها،

متى ما توافرت لهم فرصة أخرى، ولذلك يجب على الحكومة ان تعمل للمستقبل منذ الآن، فتصدر قرارا ببقاء رجال الدين في مساجدهم، والعمل على هداية الناس من خلالها، وعدم السماح لهم بالتعاطي في السياسة والعمل فيها بعد ان أفسدوها، فضاعت بسبب ذلك دول أو كادت.

عزيزة المفرج
almufarej@alwatan.com.kw

“الوطن”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.