نيويورك تايمز: قرار وشيك بضربات أمريكية لداعش في سوريا
طرحت صحيفة “نيويورك تايمز” في افتتاحيتها عدة تساؤلات حول القرار المحتمل للرئيس الأمريكي بتوسيع عملية قصف داعش عبر الحدود العراقية إلى أجزاء من سوريا، خاصة وأن من المتوقع أن يواجه أوباما نقاشاً عامّاً واسعاً حول ما يمكن أن يمثّل التزاماً عسكرياً آخر مكلفاً.
وتساءلت الصحيفة إن كان السيد أوباما يسعى إلى أي تصعيد عسكري، فعليه أن يشرح كيف تتوافق الضربات الجوية ضد داعش في سوريا مع استراتيجية أوسع نطاقاً، وكيف يمكن أن تكون ناجحة، وكيف لها أن تنجح دون استفادة الديكتاتور السوري بشار الأسد منها، وهو الذي يتعرض لهجوم من قبل داعش وغيرها من قوى المعارضة.
وأكدت الصحيفة أن المشكلة تكمن في عدم اكتمال معلومات الإدارة الأمريكية حول داعش وأعدادها وتنظيمها، وهو شيء مقلق في ضوء المليارات التي أنفقتها أمريكا منذ 11 سبتمبر 2001 في تطوير تقنيات واستراتيجيات كشف التهديدات الإرهابية وتقييمها.
وسلطت الصحيفة الضوء على داعش كجماعة جهادية هامشية تقاتل الأمريكان في العراق في منتصف العقد الأول من الألفية الثانية، ثم تسربت للقتال ضد بشار في سوريا، وتحولت سريعاً في وقت سابق هذا العام من محاولة إسقاط النظام السوري إلى الاستيلاء على الأراضي في شمال العراق، مثيرة حالة من الذعر والاضطهاد لكل من يواجهها. وأثبتت وحشيتها هذا الشهر بذبح الصحفي الأمريكي جيمس فولي.
وأوضحت الصحيفة أن هناك انقسام بين المسؤولين والخبراء الأمريكيين على التهديد الذي تشكّله داعش للولايات المتحدة، فوصفه وزير الدفاع تشاك هاجل الأسبوع الماضي بأنه “تهديد وشيك على كل مصلحة لدينا”، ولكن لا يعتقد المتحدث باسم البنتاغون أن داعش لديها “القدرة الآن على شن هجوم كبير داخل الولايات المتحدة”.
وشددت الصحيفة على أن العمل العسكري وحده، كما هو الحال في العراق، لا يكفي لهزيمة المتطرفين الذين كسبوا أتباعاً جُدد من خلال استغلال القمع ضد السُنّة، مشيرةً إلى ضرورة تنظيم ائتلاف من الحلفاء لمهاجمة داعش. على سبيل المثال، تسمح تركيا وبعض دول الخليج العربي باستخدام قواعدها العسكرية لتوجيه ضربات جوية بينما تقوم الدول الأوروبية بتسليح الأكراد.
ورأت الصحيفة أنه بدون تلك الاستراتيجية الشاملة، التي لم توضع بعد، لن يكون من الحكمة توسيع مهمة اعترف الرئيس أوباما بأنها “لن تكون بالسهلة أو السريعة”.