عربي و دولي

نيويورك تايمز: قرار وشيك بضربات أمريكية لداعش في سوريا

 

طرحت صحيفة “نيويورك تايمز” في افتتاحيتها عدة تساؤلات حول القرار المحتمل للرئيس الأمريكي بتوسيع عملية قصف داعش عبر الحدود العراقية إلى أجزاء من سوريا، خاصة وأن من المتوقع أن يواجه أوباما نقاشاً عامّاً واسعاً حول ما يمكن أن يمثّل التزاماً عسكرياً آخر مكلفاً.

هناك انقسام بين المسؤولين والخبراء الأمريكيين على التهديد الذي تشكّله داعش للولايات المتحدة
وأوضحت الصحيفة أن أوباما أذن للبنتاغون، خلال عطلة نهاية الأسبوع، بإرسال طائرات استطلاع فوق سوريا لجمع المعلومات الاستخباراتية حول داعش. وأشارت تقارير إخبارية هذا الأسبوع أن الأمور تتطور بسرعة بحيث بات قرار شن ضربات جوية في سوريا وشيكاً برغم تصريحات مسؤولين للصحيفة الأربعاء بأنهم لا يتوقعون مثل هذا القرار حتى سبتمبر (أيلول)، بعد اجتماع قمة الناتو الأسبوع المقبل، بالإضافة إلى مشاورات أخرى.

وتساءلت الصحيفة إن كان السيد أوباما يسعى إلى أي تصعيد عسكري، فعليه أن يشرح كيف تتوافق الضربات الجوية ضد داعش في سوريا مع استراتيجية أوسع نطاقاً، وكيف يمكن أن تكون ناجحة، وكيف لها أن تنجح دون استفادة الديكتاتور السوري بشار الأسد منها، وهو الذي يتعرض لهجوم من قبل داعش وغيرها من قوى المعارضة.

وأكدت الصحيفة أن المشكلة تكمن في عدم اكتمال معلومات الإدارة الأمريكية حول داعش وأعدادها وتنظيمها، وهو شيء مقلق في ضوء المليارات التي أنفقتها أمريكا منذ 11 سبتمبر 2001 في تطوير تقنيات واستراتيجيات كشف التهديدات الإرهابية وتقييمها.

وسلطت الصحيفة الضوء على داعش كجماعة جهادية هامشية تقاتل الأمريكان في العراق في منتصف العقد الأول من الألفية الثانية، ثم تسربت للقتال ضد بشار في سوريا، وتحولت سريعاً في وقت سابق هذا العام من محاولة إسقاط النظام السوري إلى الاستيلاء على الأراضي في شمال العراق، مثيرة حالة من الذعر والاضطهاد لكل من يواجهها. وأثبتت وحشيتها هذا الشهر بذبح الصحفي الأمريكي جيمس فولي.

وأوضحت الصحيفة أن هناك انقسام بين المسؤولين والخبراء الأمريكيين على التهديد الذي تشكّله داعش للولايات المتحدة، فوصفه وزير الدفاع تشاك هاجل الأسبوع الماضي بأنه “تهديد وشيك على كل مصلحة لدينا”، ولكن لا يعتقد المتحدث باسم البنتاغون أن داعش لديها “القدرة الآن على شن هجوم كبير داخل الولايات المتحدة”.

وأشارت الصحيفة أنه دون إجراء تقييم دقيق لهذا التهديد، فمن المستحيل تحديد الهدف المنشود. فإضعاف المتطرفين كما فعلت أمريكا مع تنظيم القاعدة شيء، بينما هزيمتهم شيء مختلف تماماً. وإذا كان وزير الخارجية جون كيري قد صرح “بضرورة تدميرهم”، وكان هذا هو هدفنا، فكيف يتم تحقيق ذلك؟.
 
ونوهت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة تضرب داعش في العراق، ولم تقم إدارة أوباما بصياغة مبرر قانوني لعبور الحدود. ولم يوضّح السيد أوباما كيف يمكن تعزيز المعارضة المناهِضة للأسد في سوريا في الوقت المناسب لمحاربة داعش.

وشددت الصحيفة على أن العمل العسكري وحده، كما هو الحال في العراق، لا يكفي لهزيمة المتطرفين الذين كسبوا أتباعاً جُدد من خلال استغلال القمع ضد السُنّة، مشيرةً إلى ضرورة تنظيم ائتلاف من الحلفاء لمهاجمة داعش. على سبيل المثال، تسمح تركيا وبعض دول الخليج العربي باستخدام قواعدها العسكرية لتوجيه ضربات جوية بينما تقوم الدول الأوروبية بتسليح الأكراد.

ورأت الصحيفة أنه بدون تلك الاستراتيجية الشاملة، التي لم توضع بعد، لن يكون من الحكمة توسيع مهمة اعترف الرئيس أوباما بأنها “لن تكون بالسهلة أو السريعة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.