السعودية لـ”كاتب بريطاني”: لسنا وهابيين بل مسلمون.. ولا نمول الإرهاب
رد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نواف بن عبدالعزيز سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة المتحدة على ادعاءات الكاتب ديفيد جاردنر عن المملكة التي اتهمها بتصدير ما وصفه بـ«عقيدة مشحونة بفكر شمولي شبه استبدادي وتضخ المتطوعين الجهاديين»، في مقال لسموه نشر اليوم 28/8/2014م في صحيفة الـ«فايننشال تايمز».
وجاء في رد سموه: كتب السيد ديفيد جاردنر مقالة له بعنوان «لقد فقدت السعودية الحق في قيادة المنتمين إلى المذهب السني»، بصحيفة الـ«فايننشال تايمز» في تاريخ 7/8/2014م، ادعى فيه بأن المملكة «تصدر عقيدة مشحونة بفكر شمولي شبه استبدادي وتضخ المتطوعين الجهاديين» وقد أخطأ في هذا.
وقال سمو السفير:
إن حكومة المملكة العربية السعودية لم ولن تدعم، أو تمول أولئك المجرمين الذين تجمعوا من كل حدب وصوب تحت راية الدولة الإسلامية. فنحن لم نساعد أو نمول «الميليشيات الجهادية» من أي نوع كانت، بل لقد وقفنا ضدها بقوة في حقيقة الأمر وحثثنا المجتمع الدولي على الوقوف معنا.
وذكر بأن المملكة واصلت جهودها الدولية لمكافحة الإرهاب بالدعوة الى المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب الذي عقد في الرياض في عام 2005م، وتم تأسيس مركز الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب بدعم مالي من حكومتنا قدره 100 مليون دولار، والذي أتبع هذا العام بدعم مالي آخر قدره 100 مليون دولار أخرى.
وأضاف سموه قائلا:
لقد كنا ــ ولا نزال ــ نقاتل التطرف ضمن حدود دولتنا في كل يوم، بل في كل ساعة. إن أي سعودي يثبت عليه أنه يساند أو يمول هذه المجموعات الشريرة والمجرمة، والتي هي ضد القوانين السعودية ومخالفة لأنظمة المملكة سوف يلقى القبض عليه للمحاكمة.
وفند سموه دعاوى الكاتب البريطاني الذي قال «إن التطرف الجهادي يشكل خطرا على المملكة، ولكن يصعب من خلال مفردات المذهب الديني هناك أن نرى مخالفة هذا التطرف للأصولية الوهابية في تفسيرها وفهمها الحرفي والحصري للإسلام السني»، موضحا سموه بأننا لسنا وهابيين بل مسلمون، وأن مصطلح الوهابية وصف جاهز وتسمية سهلة وسريعة تم اختراعها والمبالغة فيها وتعظيمها بوساطة وسائل الإعلام لوصف الفكر المتطرف والمتشدد، الذي أغوى وأثار قطاعا كبيرا لحركات عديدة تمتد من حركة طالبان في أفغانستان حتى شبكة القاعدة وليشمل الآن الدولة الإسلامية في العراق والشام.
وقال سموه إن هذا الرأي لا يتفق، على الإطلاق، مع أفكار الشيخ محمد بن عبدالوهاب الذي كان فقيها متمكنا من فقهاء القرن الثامن عشر. وقد أراد بإصرار أن يلتزم المسلمون بقيم القرآن الكريم وتعاليم النبي صلى الله عليه وسلم التي تحافظ على حياة الإنسان.
وذكر سموه بما حذر منه وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل عام 2003م بقوله «إذا كان تغيير النظام العراقي سيؤدي إلى تدمير العراق، فإن ذلك يعنى أنكم تحلون مشكلة ومعضلة واحدة، ولكنكم توجدون وتخلقون خمس معضلات أخرى».