أنباء عن ترحيل السعودية للداعية توفيق الصائغ
حفلت المنتديات الإلكترونية السعودية ومواقع التواصل الاجتماعي بالتعليقات حول ما تردد عن صدور قرار قبل أيام بترحيل الداعية ورجل الدين البارز، توفيق الصائغ، الذي كان يتولى إمامة أحد المساجد بمدينة جدة.
وغابت التعليقات عن حساب الشيخ الصائغ، الذي كان إمام مسجد اللامي على مواقع التواصل، وكذلك عن موقعه الإلكتروني، وكانت تغريدته الأخيرة عبر حسابه في تويتر، الذي يتبعه أكثر من 235 ألف شخص، إذ تحدث عن حبه لمدينة جدة الأحد قائلا: “كتبت وسأكتب في عشقك يا جدة، فلا زلت تسكنين القلب والضمير، هنا كلي وأنا البعض. جدة بالضم أو بالفتح أو بالكسر.. قصة.”
كما توجه الصائغ، الذي يحمل في الأصل الجنسية الإرترية، عبر حسابه بسؤال للعلماء ورجال الدين حول المكان الأفضل بالنسبة لدراسة الدكتوراه في الشريعة، والخيار الأفضل بين دار العلوم والأزهر، دون أن يشير ما إذا كان السؤال يتعلق بخططه المستقبلية ووجهته بعد مغادرة السعودية.
وانتشرت صور عبر مواقع التواصل منسوبة للصائغ في مكة وهو يعانق الكعبة، وقيل إنه كان قد زارها لتوديع الحرم المكي بعد تلقيه قرار الترحيل، وعلق الإعلامي عبدالعزيز الدميجي بالقول: “لم ألقه يومًا ساعة من الدهر لكني أحب كل من ينشر الخير وأكره الظلم ولو على عدوي فكيف بأخي؟”
أما سليمان العجلان، دكتور الفقه المقارن والمحامي والمستشار الشرعي والقانوني، فقد غرد بالقول: “رب ضارة نافعه، فلعل ترحيله يكون سببا لنشر العلم و العقيدة في بلده فينفع الله به خلقا كثيرا لعالم أينما حل.. نهيب بالشيخ توفيق أن يكون منارة للتوحيد والدعوة إليه في أي مكان يحط رحاله.”
أما عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى وعضو رابطة علماء المسلمين، محمد البراك، فقد دعا إلى العفو عن الصائغ قائلا: “قال النبيﷺ أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم إلا الحدود.. معنى الحديث ترك مؤاخذة ذي الهيئة إذا وقع في زلة أو هفوة لم تعهد عنه.”
أما الصحفي محمد آل الشيخ، الكاتب في صحيفة “الجزيرة” السعودية فعلق بالقول: “أتمنى من كل قلبي أن تكون هذه الخطوة التي انتظرناها طويلا أول الغيث، فالأجانب يعبثون بأمننا باسم الدين ونحن ساكتون.. سيعرف الأثيوبي توفيق الصايغ مدى تسامح المملكة، عندما يستضيف (أفورقي) في معتقلاته . كان في نعمه، فتمرد عليها، فكان مآله الترحيل.”
وتنوعت الأسباب التي طرحها المغردون حول أسباب ترحيل الصائغ، وسط غياب لأي توضيح رسمي سعودي، إذ ذكر البعض أنه انتقد ما حصل في ميدان رابعة العدوية وسقوط عدد كبير من القتلى بين المحتجين المؤيدين لجماعة الإخوان المسلمين، في حين أن المملكة دعمت الجيش المصري، إلى جانب انتقاده لنظام الكفيل في المملكة.
كما ذكر البعض أن من أسباب ترحيله علاقته ببعض رجال الدين الذين يطرحون المطالب الإصلاحية في المملكة، وعلى رأسهم الداعية سلمان العودة، الذي عُرضت صورة له وهو يزوره في المستشفى.
يشار إلى أن السعودية كانت قد عمدت مطلع العام الجاري إلى ترحيل الإعلامي السعودي والناشط الاجتماعي عمر عثمان إلى العاصمة الصومالية مقديشو وذلك بعد قرابة ثلاثة أشهر من إيقافه من قبل جوازات المنطقة الشرقية بادعاء أنه مخالف يعمل في مؤسستين وعلى أثر ذلك فقد صدر بحقه قرار ابعاد عن المملكة.