مقالات

لماذا يبكون لفرح مصر؟!

سامي النصف

هناك زلات صغيرة مقبولة يرتكبها الساسة من قادة وتنظيمات ينساها التاريخ، وهناك اخطاء وخطايا كبرى لا تنساها الشعوب ولا يغفر لفاعليها كتاب التاريخ، ولا شك ان مواقف بعض القوى السياسية المصرية وتحديدا الاخوان مما يحدث هذه الايام في مصر من ارهاب وتخريب، يندرج تحت خانة الاخطاء والخطايا الكبرى، حيث بات الاخوان أو من تبقى منهم في حالة خلاف شديد مع السواد الاعظم من اهل مصر، فإن ضحك أهل مصر بكوا وان بكى اهل مصر ضحكوا ولا حول ولا قوة إلا بالله.

***

اسقط ما سمي بـ«شرعية الميدان» نظام الرئيس مبارك ولم يكن بقي له الا 8 أشهر يمكن لمن تحمله 30 عاما ان يتحملها، وكان بامكان مبارك ان يأمر الجيش ورجال الامن بالقتل لابقائه على كرسيه، الا انه لم يفعل، وبدأ الشعب المصري تدريجيا يتعاطف معه هذه الايام بعد ان تكشفت الحقائق امامه وبعد ان جرب نظام الرئيس مرسي الذي بدأ منذ يومه الاول بتدمير مبرمج لمصر وعادى الرئيس الشعب المصري بكافة توجهاته وفئاته فخسر اسلاميي حزب النور والاقباط والناصريين والليبراليين واهل اليسار والقضاء والجيش والاعلام وقطاع الاعمال والازهر ولولا دعم تلك القوى جميعا لما اصبح مرسي رئيسا لارض الكنانة بهامش صغير مشكوك فيه.

***

وقد تلاعب الرئيس مرسي مبكرا بالدستور واظهر شراسة شديدة في التهام الدولة وخلق الميليشيات التي كان يوجهها لاعدائه واعداء تنظيمه وبدأ القتل للمتظاهرين في محيط قصر الاتحادية ابان عهده فنجح بامتياز في عام في تحقيق ما عمله مبارك في 30 عاما، أي خلق حالة تذمر عند الناس وتسويد صورة المستقبل امامهم مما دفعهم للنزول للشوارع بالملايين ومن ثم طبق في انهاء عهده تماما ما طبق في انهاء عهد سلفه مبارك اي التظاهر الملاييني وتقديم «الشرعية الثورية» على «الشرعية الدستورية» بحكم الغلبة والاغلبية.

***

كان على اخوان مصر بعد سلسلة تلك الاخطاء الكوارثية ان يصححوا المسار عبر اختيار هذه المرة شخصية كفؤة متجردة تهدف لخدمة مصر لا خدمة التنظيم على حساب الوطن لمحاولة حصد دعم الشارع المصري الذي انصرف عنهم، وان يظهروا قبولهم بالواقع الجديد وان يتم اختيار قيادات اخوانية بعيدة عن الشبهة ومنفصلة عن تعليمات التنظيم الدولي المدمرة تحضيرا للانتخابات الرئاسية والأهم البرلمانية القادمة، والتي يضخ التنظيم الدولي هذه الايام المليارات لكسبها رغم كل ما يقال، الا ان ذلك لم يتم ضمن خطأ تاريخي كوارثي آخر وتم الاخذ بنهج الارهاب والتفجير والاغتيال فتحول التعاطف التاريخي الموروث من الاخوان الى من عاداهم من قيادات مثل الرؤساء عبدالناصر والسادات وحتى مبارك وتأكدت تهمة الارهاب التي الصقت بهم بعد ان جاهدوا لـ 80 عاما لانكارها والتنصل منها.

***

آخر محطة: 1- استطاع الرئيس عبدالفتاح السيسي في شهرين فرض هيبة الدولة وخلق امل صادق بالمستقبل وبدء مشاريع انمائية كبرى والتصالح مع كافة التوجهات التي اصطفت معه وايدت انتخابه للرئاسة، كما اعاد دور مصر التاريخي في المنطقة فساهم في انهاء حرب غزة، وجمع دول الجوار الليبي واستضاف قمة اقتصادية عربية قادمة بعد اشهر في مصر وللدول المانحة لها، وبدأ مباحثات جادة مع اثيوبيا حول سد النهضة، فلماذا بحق يبكي الآخرون من هذه الانجازات الباهرة التي تحققت خلال فترة قصيرة لمصر قلب العروبة والاسلام النابض؟!

2- وهل يعقل ان يسعد بعض القيادات الاخوانية ولاجل مصالح انانية ضيقة، ان تتحول مصر وهي ثلث الامة العربية واحدى الدول الحامية للعروبة والاسلام الى حالة الفوضى غير الخلاقة ولنهج الحروب الاهلية والتمزق والتخلف والفقر والتشطير والانقسام في نسخة اخرى لما يحدث في الصومال وليبيا واليمن وسورية؟! ايها السادة ان التاريخ يرقب ويكتب ويسجل بريشته ولن يرحم احدا، اللهم هل بلغت اللهم فاشهد.

samialnesf1@hotmail.com

salnesf@

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.