مقالات

نقاط تعليمية فيها نظر

العطلة الصيفية أوشكت على الانتهاء، وقريبا جدا سيعود أبناؤنا للمدارس، وتبدأ سنة دراسية جديدة، وبهذا الصدد، ورغبة في الأفضل لدي بضعة نقاط هي كالتالي:
أولا) يقول المثل الكويتي الزود نقص، بالتالي لا مبرر أبدا لأن يفرض على الطلبة حفظ الكثير من الأحاديث النبوية (مثال: حوالي 20 حديثاً نبوياً في الصف السابع) لأن الأهم في الموضوع هو الكيف وليس الكم، والتطبيق وليس مجرد الحفظ، فنحن لا نرى تأثيرا لتلك الأحاديث على سلوك الطلاب، والعملية كلها مجرد حفظ ثم تفريغ للمعلومات على ورقة الاختبار ثم نسيان تام لها، وهو ما لا نرغب فيه.

ما يدرسه التلاميذ من مواد دينية تشمل الحديث والتهذيب والسيرة والعبادات وغيرها لا نرى تطبيقا لها على أرض الواقع، وكأن الكلام الذي يدرسه الطلبة يدخل من الأذن اليمنى ليواصل طريقه خارجا من الأذن اليسرى، لذلك يجب تغيير الطريقة القديمة القائمة على التلقين فقط بعد ان ثبت أنها طريقة تربوية عقيمة، لا طائل أو فائدة كبيرة من ورائها، واستبدالها بطرق أكثر حداثة ربما، كالبحث الذاتي في الكتب والانترنت، واستنباط أنشطة دينية مواكبة للدروس، والخروج بها خارج أسوار المدرسة كالمشاركة في أعمال خيرية أو تطوعية، وتكفل الطلبة بالتحضير والاعداد للدروس ويكون ذلك على شكل مجموعات الى غير ذلك.

ثانيا) اللغة العربية مادة تشمل عدة أفرع كالنصوص والمطالعة والنحو والخط والتعبير، ومن ناحية النصوص فان حفظ القصائد والأناشيد أحد أساسياتها، ولكن لماذا تضمين سور قرآنية للحفظ أيضا ضمن دروس حصص العربي، ولماذا لا يكون ذلك عبر مادة التربية الاسلامية فقط لكي يكون لكل مادة اختصاصها.

ثالثا) هناك الأسماء العلمية الصعبة و(الغلجة) لكائنات ومخلوقات مختلفة في مادة العلوم، بعضها مطلوب من التلاميذ حفظها عن ظهر قلب، واذا كان الكبار يتعقدون من لفظ وحفظ كلمات على شاكلة يورساس مارتيماس وهو دب البحر، وتروجلودايتس وهو الشمبانزي، وغير ذلك من أسماء يغصّ المرء وهو ينطقها، فكيف بالله عليكم سيتمكّن من ذلك الصغار، خاصة المتعثرين منهم لغويا.
رابعا) في كتب اللغة العربية والتربية الاسلامية قوائم طويلة لكلمات واردة في الدروس، مطلوب من الطلبة حفظها مع مرادفاتها وأضدادها، وتتضمن الامتحانات بعضا منها، ولا أظن في ذلك ضرورة أو جدوى، ويكفي ان يعرف التلاميذ مرادف الكلمة أو عكسها، بدون ان يمتحن فيها ويخسر درجتها.
تلك كانت بعض الملاحظات التي جمعتها من خلال تدريس أبنائنا ومراجعة دروسهم، وهناك غيرها بالطبع نجمعه ونعرضه فيما بعد في مقال آخر ان شاء الله.

عزيزة المفرج
almufarej@alwatan.com.kw

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.