محلي

الكويت تشارك العالم غدا احياء اليوم العالمي لمحو الامية

تشارك دولة الكويت العالم غدا احياء اليوم العالمي لمحو الأمية الذي يصادف الثامن من سبتمبر سنويا وموضوعه هذا العام (محو الأمية والتنمية المستدامة) في وقت حققت البلاد نجاحا كبيرا في مجال محو الأمية حتى انخفضت الى نسبة متدنية جدا مقارنة بدول العالم.
ويمثل محو الأمية بحسب بيان لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) بهذه المناسبة عنصرا من العناصر الأساسية اللازمة لتعزيز التنمية المستدامة في أن يكون بمقدور الناس اتخاذ القرارات الرشيدة في مجالات النمو الاقتصادي والتنمية الاجتماعية والإدماج البيئي.
والامية بحسب تعريف الأمم المتحدة هي عدم القدرة على قراءة وكتابة جمل بسيطة في أي لغة أما مفهوم القدرة على القراءة والكتابة فيعني أساسيات القراءة والكتابة وليست للمستويات المتطورة منها.
في موازاة ذلك يعتبر محو الأمية الدعامة التي يستند اليها التعلم مدى الحياة كما يقوم بدور مؤسس حاسم في بناء مجتمعات تتميز بالاستدامة والازدهار والسلام.

وتشكل مهارات الالمام بالقراءة والكتابة التي تتطور من المستويات الاساسية حتى المتقدمة عبر مراحل الحياة كافة جزءا لا يتجزأ من كفاءات أوسع نطاقا تقتضيها مجالات التفكير النقدي والشعور بالمسؤولية والادارة المتكاملة والاستهلاك وأنماط الحياة المستدامة والسلوكيات الايكولوجية وحماية التنوع البيولوجي والحد من وطأة الفقر والحد من مخاطر الكوارث.
وترى (يونسكو) في محو الأمية قوة دافعة رئيسية للتغيير وأداة عملية للتمكين في ما يخص كل دعامة من الدعائم الرئيسية الثلاث التي تستند إليها التنمية المستدامة وهي التنمية الاقتصادية والتنمية الاجتماعية وحماية البيئة.

وبهذه المناسبة هنأ مدير عام المركز الوطني لتطوير التعليم في الكويت الدكتور رضا الخياط جميع العاملين والقائمين على المؤسسات التربوية والتعليمية والثقافية المعنية بالقضاء على ظاهرة الامية في الكويت والعالم.
وأكد الخياط في لقاء مع وكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم ان القضاء على ظاهرة الأمية مسؤولية أممية تشمل حكومات الدول ومنظماتها وأفرادها ولا تفصلها حدود ولا تقتصر على مجتمع او دولة أو فئة دون أخرى.

وشدد على ضرورة الاستمرار في الاهتمام بقضية محو الأمية والتعرف على آخر مستجداتها ومستحدثاتها وزرع الوعي بالقضية في المجتمعات وخصوصا التي تعاني انتشارا في الأمية ونحن في القرن الحادي والعشرين من أجل الحد منها.
وقال إن الاستثمار في التعلم ومحو الأمية يعني الاستثمار في الملايين من الناس حول العالم وباعتبار التعلم حقا أصيلا من حقوق الانسان وداعما أساسيا في تطوير التعليم فلا تبنى البيوت دون قواعدها.
وأوضح الخياط أن خطورة القضية تكمن في تناقض الأمية مع نمط الحياة العصري والرقمي الحالي وخلق الفجوات الادبية والعلمية والاقتصادية وحتى الاجتماعية بين المتعلمين والأميين.

ولفت الى أن دولة الكويت حققت نجاحا كبيرا في محو الأمية حيث انخفضت الى نسبة متدنية جدا مقارنة مع بقية دول العالم مؤكدا في الوقت ذاته أهمية استمرار هذا الجهد في الحد من هذه المشكلة.
ودعا المؤسسات التعليمية في البلاد وعلى رأسها وزارة التربية الى بذل المزيد من الجهود لتوفير فرص التعليم ومحو الامية لجميع فئات المجتمع والمساهمة في الوصول إلى مجتمع خال من الامية.

في سياق مواز وبحسب احصائية لوزارة التربية هذا العام تعنى بمراكز تعليم الكبار ومحو الامية وأظهرت أن عدد المراكز بمختلف المناطق التعليمية بلغ 85 مركزا في وقت بلغ عدد الدارسين من الاناث والذكور نحو 20 ألف شخص وبلغ عدد اعضاء الهيئة التدريسية 3267 معلما ومعلمة.
أما في العام الدراسي 2012 – 2013 وبحسب اصدار للمجموعة الاحصائية للتعليم في الكويت الصادرة عن ادارة التخطيط بوزارة التربية فإن اجمالي مراكز محو الامية في الكويت في المحافظات الست بلغ ذلك العام 25 مركزا للذكور والاناث.

وشكلت النساء النسبة الاكبر في اعداد المنتسبين لمراكز محو الامية لعام 2012 -2013 بواقع 1429 دارسة من الكويتيات وغير الكويتيات فيما بلغ عدد الذكور 510 دارسين في حين يبلغ اجمالي اعضاء الهيئة التدريسية بتلك المراكز 367 معلما ومعلمة.
وكان مجلس الامة أخيرا قد وافق على مشروع قانون بشأن تعديل بعض أحكام القانون رقم 11 لسنة 1965 بشان التعليم الالزامي واحاله الى الحكومة.
ونصت المادة الاولى من القانون على “أن يكون التعليم الزاميا مجانيا لجميع الاطفال الكويتيين من ذكور واناث من بداية المرحلة الابتدائية حتى المرحلة المتوسطة وتلتزم الدولة بتوفير المباني المدرسية والكتب والمعلمين وكل ما يضمن نجاح التعليم الالزامى من قوى بشرية ومادية”.

وتعكس هذه المؤشرات اهتمام دولة الكويت بالتعليم وحرصها على محو الأمية ورفع المستوى التعليمي والثقافي بين سكانها عبر عشرات السنوات حيث توجت جهودها باصدار القانون رقم (1981/4) الخاص بمحو الأمية الالزامي الذي بدأت أحكامه في التنفيذ بنطق سام من سمو أمير البلاد الراحل الشيخ جابر الاحمد الجابر الصباح وجهه الى الاميين والاميات حثهم فيه على الالتحاق بفصول محو الامية لتحرير أنفسهم من الجهل.

وبمناسبة الاحتفال باليوم العالمي لمحو الامية 2014 قالت المديرة العامة لمنظمة (يونسكو) إيرينا بوكوفا في كلمة بهذه المناسبة ان اليوم العالمي لمحو الامية يخصص هذا العام لموضوع الصلة بين محو الأمية والتنمية المستدامة ما يمثل فرصة سانحة للتذكير بالحقيقة البسيطة التالية ان محو الأمية يغير الحياة بل يفعل أكثر من ذلك اذ ينقذ الحياة.

وأضافت بوكوفا ان محو الأمية يساهم في الحد من الفقر والعثور على عمل والحصول على مرتب أفضل. ويمثل وسيلة من أكثر الوسائل فعالية لتحسين صحة الأمهات والأطفال ولفهم وصفات الأطباء والانتفاع بالعناية الطبية.
وذكرت ان محو الأمية ييسر أيضا الانتفاع بالمعارف ويمثل انطلاقة لعملية اكتساب الاستقلال الذاتي والثقة بالنفس التي تفيد كل بني البشر ويقوم الملايين من الأفراد بمضاعفة هذه الطاقة التي تحمل طياهتا مستقبل ملتمعات.

وبينت ان العالم يضم في يومنا هذا 781 مليون شخص من الكبار ممن لايعرفون القراءة ولا الكتابة ولا الحساب وثلثا هؤلاء هم من النساء وثمة أكثر من 250 مليون طفل غير قادرين على فك رموز جملة واحدة رغم أن نصف هؤلاء الأطفال قد أمضوا أربع سنوات في المدرسة.
وقالت “اننا نريد اليوم عالما يتمكن فيه كل فرد من المشاركة في مصير المجتمعات ومن الانتفاع بالمعارف والاسهام في إثرائها مضيفة أن هذا الالتزام سيكون في مركز اهتمامات مؤتمر آيشي ناغويا الذي سيعقد في شهر نوفمبر المقبل في اليابان المخصص لوضع التعليم في خدمة التنمية المستدامة.

وأشارت الى أن هذا الالتزام سيقع أيضا في صلب اهتمامات المنتدى العالمي للتربية الذي سيعقد العام المقبل في إنشيون بجمهورية كوريا الجنوبية بغية توجيه النقاش العالمي نحو اعتماد أهداف جديدة للتنمية المستدامة في الجمعية العامة للأمم المتحدة التي ستعقد عام 2015.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.