للتربية مع التحية
قتل الانسان ما أظلمه! وكأن هؤلاء التلاميذ الصغار ناقصين حتى تأتي وزارة التربية، أو فلنقل أشخاصا فاسدين في وزارة التربية ويكمّلوها عليهم.
في العام قبل الفائت كانت مدارس التعليم الخاص تستخدم باصات حديثة، جيدة الصنع، تستخدم البنزين، لا يتأذى منها الصغار المعاقون ولا ينزعجون منها، ثم تأتي في العام التالي وتغيرها الى نوعية، الله يزيد النعمة، لا لسبب ظاهر، اللهم الا لغرض التنفيع فيما يبدو.
الباصات الخردة تلك التي استخدمتها وزارة التربية العام الماضي، وربما تستخدمها هذا العام، تصدر مكائنها ضجيجا وعجيجا يسمع من راس العاير ولذلك فهو مزعج جدا للتلاميذ خاصة فاقدي البصر، ومن المعروف ان العميان يتميزون بحساسية شديدة في السمع، وبدلا من ان يراعي المسؤولون في وزارة التربية ذلك، ويرحموا ضعف هؤلاء، يقومون بزيادة عنائهم عناء، ويا عيني عليهم والباص أبو ديزل يطحن طحان، ويقرقع قرقعة، وهو ينقلهم من المعاهد الى ان يصلوا لمنازلهم في زحمة الشوارع الفظيعة التي تسببت بها غير مشكورة، وزارتا الشؤون والداخلية بقراراتهما وقوانينهما التي تحمل عنوان كيف تقهر المواطن الكويتي، وتجعله يكره نفسه وعيشته.
من ناحية أخرى تتميز تلك الباصات السيئة بعلو أبوابها وعلى الراغب في ركوبها ان يرفع ساقيه بدرجة كبيرة لكي يتمكن من الصعود، وعلينا ان نتخيّل صعوبة ذلك على المعاق خاصة اذا كان سمينا أو قصيرا أو أعمى أو الثلاثة معا.
وزارة التربية الآن بلا وزير، ولذلك نتوجه بنداء للوزير القادم، وأيضا للوكلاء، على الأخص من بيده أمر الباصات والنقليات ان يهتم بهذا الموضوع الانساني الهام، وأن يرحم المعاقين من تلاميذ معاهد التربية الخاصة، فلا يختار لهم الا الأفضل، وما يتناسب مع حالات الاعاقة لديهم، وعيب على دولة غنية ألا تفعل ذلك. لن نطلب منكم ان تكونوا كالامارات أو غيرها من الدول المتقدمة، وتوفّروا لأبنائنا من ذوي الاحتياجات الخاصة باصات متطورة، مزودة بكل الاضافات التي تناسب حالات الاعاقة، ولكن لا تقوموا بايذائهم باختيار أسوأ ما في السوق اما بسبب الرخص، أو بسبب الرغبة في تنفيع شخص ما، المرض الذي جعل الكويت عاجزة عن التطور الحقيقي.
يا مسؤولي التربية، اعتبروا هؤلاء الصغار المعاقين أطفالكم، وارحموا ضعفهم من أجل ان يرحمكم من في السماء، والا انتوا مش محتاجين!
عزيزة المفرج
almufarej@alwatan.com.kw
“الوطن”