مقالات

شفافية وزارة الأوقاف

موضوع فقدان الثقة ببعض الاشخاص او الفئات موضوع غاية في الخطورة.. والاخطر من ذلك التعميم على كل من ينتمي للفئة نفسها.. وهناك بعض المواقع تكون جرعة الانتقاد لها اكثر من غيرها بسبب بعض الخصوصية التي تميزها عن غيرها.. ومن ثم فهي تدفع ثمن ذلك اكثر من غيرها.

وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية مكان تتحمل مسؤولية العمل فيه شخصيات اغلبهم، ان لم يكن 90 في المئة منهم، ذوو توجه ديني واضح.. بمعنى انهم ملتزمون دينيا ومحسوبون على توجه تيار ديني معين.. الامر الذي يفترض منهم التحلي بكل الصفات التي يدعو لها الاسلام، مثل الامانة والاخلاص واحترام الثقة وعدم السرقة ونظافة اليد وغيرها من سلوكيات تعلمناها منذ اول حرف تعلمناه في قرآننا الكريم.

ولان وزارة الاوقاف هي الجهة التي تعنى بشؤون الاسلام في بلدنا المسلم، فمن البديهي ان نفترض ان من يحكمها ومن يتولى مسؤوليتها على جميع المستويات يكون قدوة لنا في كل السلوكيات التي يحث عليها الاسلام ويدعو لها.

واجابة عن السؤال الذي يطرحه كثيرون حول سبب هذا الهجوم على وزارة الاوقاف بعد اعلان سلسلة التجاوزات والاحالات للتحقيق في بعض التجاوزات التي حصلت فيها.. والتي فجرها معالي الوزير محمد الخالد بعد توليه مسؤولية حقيبة هذه الوزارة منذ فترة قصيرة.. في الوقت الذي توالى على هذه الوزارة عشرات الوزراء المحسوبين على تيار ديني محدد، من دون ان يعلن عن تجاوز واحد وكأن هذه الوزارة منزهة عن الخطأ.. علينا ادراك ان معادلة التدين والفساد لا يمكن ان تركب ابدا كما تعلمنا وما زلنا.

الاغرب من ذلك والذي طرح علامة استفهام كبيرة.. كيف يكون هذا الكم من التجاوزات في وزارة الاوقاف وهذه الاحالات للتحقيق مع بعض مسؤوليها، وهي الجهة التي تصدرت افضل الجهات التي حققت افضل معايير الشفافية التي تعلنها جمعية الشفافية الكويتية منذ سنوات؟!

كيف تتصدر وزارة الاوقاف وتحتل المراكز الاولى في معايير الشفافية وهذا الكم من التجاوزات والفساد فيها؟!.. وهذا الفساد اذا ما ثبت لم يتحقق في ليلة وضحاها بالتأكيد.. فالفساد والاختلاسات وتجاوز القانون بكل اشكاله تحتاج الى وقت طويل وسلم وظيفي ينتقل فيه من مرحلة الى أخرى ومن منصب إلى آخر، الى ان تفتح له الابواب على مصراعيها ليمر من دون حسيب او رقيب.

الجهات الدينية مصدر ثقة.. لانها تمثل الدين الذي لا يقبل الفساد.. بل يتوعد ممارسيه بالويل والثبور وكل انواع العذاب.. وغالبا ما ننظر كلنا حسب ما تعلمناه الى هذه الجهات من زاوية الكمال لانها تتعامل مع الدين.. لذلك لا ينبغي ان نستنكر علامات التعجب والضجة التي ثارت بعد اعلان فضيحة الفساد في وزارة الاوقاف.. بشكل يفوق غيرها من الوزارات.. فهذا النوع من الفضائح تتضاعف الضجة عليه مقارنة مع الوزارات الاخرى التي يتصف عملها بالجانب الفني او العلمي البحت.

معادلة يجب ان يعاد حلها.. فساد + وزارة الاوقاف الاسلامية = مركز متقدم في معايير الشفافية.

فهمونا شلون؟!

إقبال الأحمد

iqbalalahmed0@yahoo.com
“القبس”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.