مقالات

عاقبوهم يستاهلون

انتشرت في «تويتر» صورة لشخص لم يكتف باحتلال الموقف الخاص باخوتنا المعاقين في أحد الأماكن العامة، بل قام بايقاف سيارته بطريقة مائلة محتلا الموقفين معا، بحيث لا يتمكن أي شخص من ركن سيارته الى جانبه.هذا السلوك يدل على أزمة الأخلاق الحقيقية التي يعيشها بعضنا، ممن يظنون ان العالم بأكمله ما خلق الا لخدمة حضرة جنابهم، والسهر على راحة معالي سموّهم، من فرط الأنانية التي يحملونها في داخلهم.هذا التصرف من ذلك الشخص لا يليق به كلمة أقل من كلمة نذالة، والنذالة لا يليق بها الا ان تعاملها بنذالة مثلها، وفي تلك الحالة اجباره على احتجاز مركبته لمدة تؤذيه، بالاضافة الى اجباره على أداء خدمة مجتمعية مثل حراسة مواقف المعاقين أسبوعين زمان، فيكون مسؤولا عن عدم السماح لأحد بالوقوف ما لم يكن معاقا،

وتجديد العقوبة اذا لم يلتزم بها. أعرف ان ما أقوله لن يطبق، ولن يهتم به أحد، ولكن خلّونا نحلم.عموما النذالة نوعان، نوع أصلي، متجذّر في جينات صاحبه، ورثه أبا عن جد، ونوع مكتسب أو وقتي تشجّع عليه عوامل مجتمعية متنوعة، كأن يقوم شخص بتصرف لا تنقصه النذالة مع آخر، فيرد عليه الآخر بسلوك مماثل للانتقام لنفسه، وفي هذا المجال يحضرني اسم لعبة ورق تسمى نذالة، ولكنني لا أعرف طريقة لعبها، ولكن يبدو ان عامل النذالة مهم فيها ولذلك سميت بذلك الاسم.نعود لصاحب الصورة التي التقطها شخص ولد حلال وما فعل ذلك الا ليفضح عمله بين الناس، وليساعد الشرطة في أداء واجبهم،

فنوع السيارة ورقم لوحتها واضحان وضوح الشمس، وهو دليل يمكن استخدامه ضد صاحب المركبة، ولا يهم ما يقدمه من أعذار، فهو ملزم بدفع غرامة احتلال موقف معاق، هو وكل من يفعل ذلك، ومطلوب من كل مواطن محترم تصوير مركبات عديمي الرحمة هؤلاء، ونشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لكي تصل للداخلية، فربما قامت تلك بواجبها المطلوب منها، ليرتدع أمثال هؤلاء الأنذال الذين لا يهتمون لمعاناة معاق ضعيف،

أو شيخ مسن كبير، ولكنهم (ينقهرون) وتحزن قلوبهم اذا خسروا بعض المال، فاجعلوهم أذناً يمضون ليلة من حياتهم منزعجين، مقهورين على خسارتهم المادية مثلما تركوا معاقا مسكينا يعاني وهو يسحب ساقيه بصعوبة، ويجر قدميه جرا من أجل الوصول الى باب الجمعية أو مدخل الوزارة بعد ان اضطر لايقاف سيارته في مكان بعيد. وزارة الداخلية: متى تطبّقون شعار الشرطة في خدمة الشعب في كل المواقف، ومع كل الناس، وفي كافة الظروف، والا مالكم خلق!

عزيزة المفرج
almufarej@alwatan.com.kw

“الوطن”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.