هولاند يتعهد تقديم الدعم لبغداد وأربيل
في أول زيارة رسمية لزعيم أوروبي الى العراق، بعد تشكيل الحكومة الجديدة، تعهد الرئيس فرانسوا تقديم الدعم لبغداد وأربيل في مواجهة مسلحي «الدولة الإسلامية».
وجاءت زيارة هولاند التي استمرت يوماً واحداً، رافقه خلالها وزير دفاعه جان إيف لودريان، بعدما اتفقت واشنطن وعشر دول على توحيد جهودها لتدمير قدرات «الدولة الإسلامية» في العراق وسورية.
وقال هولاند، خلال مؤتمر صحافي مع نظيره العراقي فؤاد معصوم: «حرصت على زيارة بغداد وعلى أن اكون معكم لأنكم شكّلتم حكومة جديدة ديموقراطية جامعة تمثل كل مكونات الشعب. نحن متضامنون معكم على الصعيدين الإنساني والأمني لأنكم تواجهون عدواً لا يعترف بالحدود، وهو مجموعة إرهابية أصبحت لها اليوم امتدادات على الأرض». وأضاف: «نريد أن نضفي بعداً جديداً على علاقتنا». وأوضح أن هدف مؤتمر باريس الذي سيعقد الإثنين المقبل «تنسيق الدعم من أجل وحدة العراق ومحاربة داعش».
وشدد على أن تنظيم «الدولة الإسلامية» يشن حرباً «ليس على العراق وحده، بل على كل الشعوب التي لا ترى ولا تفكر بطريقته».
وأعلنت فرنسا أنها ستشارك في التحالف الدولي ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» الذي دعت واشنطن إلى تشكيله.
ورفض لودريان تأكيد إرسال جنود فرنسيين للقتال على الأرض، لكن تقارير صحافية أفادت بأن باريس قد ترسل حوالى 1250 جندياً إلى العراق لحماية المنشآت العسكرية والبعثات الديبلوماسية في بغداد وأربيل. وقد ترسل فرقة كومندوس لتدريب القوات العراقية والكردية ومساعدتها في القتال وتحديد الأهداف التي سيتم قصفها من الجو.
في المقابل، رحب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بالجهود الفرنسية في إطار التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب. وقال خلال مؤتمر صحافي إن «العراق يرحب بالجهود الفرنسية في إطار الحشد الدولي لمحاربة مسلحي الدولة الإسلامية». لكنه أكد أن الدعم لمحاربة «داعش» جاء «متأخراً»، خصوصاً أن العراق طلب مثل هذا الدعم قبل أكثر من عام.
في سياق آخر، قال العبادي إنه لن يستطيع حضور مؤتمر باريس لانشغاله بتقديم وزير الدفاع والداخلية إلى البرلمان لمنحهما الثقة. وأضاف أن رئيس الجمهورية فؤاد معصوم ووزير الخارجية إبراهيم الجعفري، سيمثلان العراق في المؤتمر.
والتقى هولاند أمس رئيس البرلمان سليم الجبوري، وجاء في بيان انه «ثمّن في مستهل اللقاء الدور الإيجابي الذي تلعبه فرنسا في دعم الديموقراطية والاستقرار في العراق، إضافة إلى دورها في احتواء النازحين العراقيين وإيوائهم إلى حين استتباب الأوضاع في البلاد وعودتهم إلى وطنهم».
وأضاف أن «الإرهاب حالة طارئة وغريبة عن المجتمع العراقي، فهو يعادي الجميع، وكل العراقيين متحدون ضده وأكثر الناس حرصاً على مواجهته هم سكان المناطق التي يسيطر عليها التنظيم».
وأثنى هولاند على «النجاح المتحقق في الانتقال السياسي»، مضيفاً أن مجلس النواب العراقي لعب دوراً أساسياً في هذا النجاح، فالديموقراطية دائماً تبدأ من البرلمان.
وتوجه هولاند من بغداد الى أربيل، حيث التقى رئيس الاقليم مسعود بارزاني، ورئيس الحكومة نيجرفان بارزاني.
عربياً، ظهرت بوادر تقارب عراقي – سعودي على هامش مؤتمر جدة لمكافحة الإرهاب.
واجتمع وزير الخارجية السعودي، الأمير سعود الفيصل بنظيره إبراهيم الجعفري، الذي أدلى بتصريح صحافي مقتضب جاء فيه ان إعادة فتح السفارة السعودية في بغداد ستنعكس تأثيرات جيدة على العلاقات بين البلدين».
يذكر ان المملكة العربية السعودية قامت بإغلاق سفارتها في بغداد على خلفية دخول الجيش العراقي الى دولة الكويت عام 1990.
وكانت وزارة الخارجية العراقية اكدت، اول امس أهمية الحضور الفاعل في مؤتمر جدة لمناقشة التنسيق بين العراق ودول الجوار والولايات المتحدة لرسم استراتيجية شاملة للقضاء على تنظيم «داعش».