“داعش” وضغوط أمريكية وراء قرار طرد قطر للإخوان
أكد خبراء في شأن الإسلام السياسي، السبت، أن الحرب على «داعش» عامل أساسي ومؤثر في قرار الحكومة القطرية بطرد 7 من قادة جماعة الإخوان المسلمين، مشيرين إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية «استشعرت خطورة دعم قطر لتلك التنظيمات، وحثتها على ضرورة التخلي عن الجماعة».
وقال كمال حبيب، الباحث في شؤون تيار الإسلام السياسي، إن الولايات المتحدة الأمريكية انضمت إلى السعودية والإمارات فيما يتعلق بالضغط على الدوحة لطرد الجماعة، خاصة بعدما استشعرت خطورة دعمها للتنظيمات الإرهابية في سوريا والعراق وما قد يترتب عليه من آثار سلبية في حرب التحالف الأمريكي على «داعش».
وأضاف لـ«المصري اليوم»: «تستخدم قطر جماعات الإسلام السياسي، المتطرفة والمعتدلة، كورقة سياسية في التعامل مع المجتمع الدولي، لكن حين يضيق عليها الخناق تتخلي عنهم في أقرب وقت»، مشيرًا إلى أن قطر «خسرت رهانها على الجماعة، ورضخت مؤخرًا لضغوط الولايات المتحدة».
وتابع «حبيب»، بقوله إن سحب الدول الخليجية سفراءها كان العامل الأكبر في هذا القرار، وإنه كان من الضروري أن تستجيب الدوحة لدول الجوار بسبب تهديدات الجماعة المتطرفة التي قد تنال من أمنها القومي.
وأشار، فيما يتعلق بتحركات تنظيم الإخوان في الفترة المقبلة، إلى أن الجماعة ستبحث عن أماكن جديدة بأوروبا وآسيا، مشيرًا إلى أن هذا القرار سيكون أحد المدخلات المهمة التي تمثل ورقة ضغط على التنظيم لتغيير سياساته في مواجهة الدولة.
وقال ناجح إبراهيم، الباحث في شؤون الإسلام السياسي، إن قطر تعرضت لضغوط أمريكية كبيرة في الفترة الأخيرة بسبب دعمها لـ«داعش»، مضيفًا: «قطر، والولايات المتحدة، وتركيا، وإسرائيل، جميعهم داعمون لـ(داعش)، لكن الولايات المتحدة تعاقب قطر وحدها، لذلك جاء قرار التخلي عن الإخوان».
وأضاف: «لم تكن الضغوط الخليجية على قطر لتنجح دون الضغط الأمريكي»، لافتًا إلى أن الجماعة ستأثر تنظيميًا بشكل سلبي خلال الفترة المقبلة، لأنها لن تجد مأوى لها، ونوه إلى أن قبلتها المقبلة لن تكون محددة، وستواجه نفس التحديات والصعوبات التي واجهتها في قطر إذا فكرت في الرحيل إلى تركيا.
ووجه «إبراهيم» رسالة لجماعة الإخوان، بقوله «إن اللاجئ السياسي يظل سلعة رخيصة الثمن في سوق النخاسة السياسية، تتلاعب به الدول التي تستضيفه كورقة ضغط على خصومها لحين تحقيق أهدافها وتتخلى عنه حينما يقتضي الأمر»، مستطردًا: «مهما كانت المضايقات في بلدك، فإنها أفضل كثيرًا مما ستتعرض له في الخارج».
وقال حسين عبدالرحمن، مؤسس حركة «إخوان بلاعنف»، إن القرار سيجعل الجماعة تتنازل عن أهدافها المعلنة والخضوع للأمر الواقع، مشيرًا إلى أن لديه معلومات بأن الجماعة «ستطلب من السلطة التصالح خلال الفترة المقبلة، بعد ما تعرضت له من ضغوط داخلية وخارجية».
وأضاف: «يعكف خيرت الشاطر حاليًا على إعداد مصالحة، وسيطلب من النظام الإفراج الصحي عنه بسبب تدهور حالته الصحية»، مؤكدًا أن التنظيم «لم يعد بمقدرته مواجهة التحديات التي تحيط به من كل الاتجاهات، وسيسلّم للأمر الواقع».