السيسي: أي تحالف دولي لمكافحة الإرهاب شاملا لا يقتصر على تنظيم معين
أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ضرورة أن يكون أي تحالف دولي لمكافحة الإرهاب شاملا لا يقتصر على مواجهة تنظيم بعينه أو القضاء على بؤرة ارهابية بذاتها بل يمتد ليشمل كافة البؤر الارهابية سواء في منطقة الشرق الأوسط أو في افريقيا.
جاء ذلك خلال استقبال الرئيس المصري لوزير الخارجية الامريكي جون كيري بحضور وزير الخارجية المصري سامح شكري وكبير مستشاري وزارة الخارجية الأمريكية جوناثان فينر ومساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى آن باترسون.
وقال المتحدث باسم رئاسة الجمهورية المصرية ايهاب بدوي في تصريح صحفي ان السيسي نوه خلال اللقاء باهمية تدارك الابعاد الجديدة التي بدأت تطرا على صراعات المنطقة والتي تستهدف تاجيج الخلافات الطائفية والمذهبية وهي الصراعات الناجمة عن تهميش بعض المذاهب او الطوائف واقصائها معربا عن امله في ان تتمكن الحكومة العراقية الجديدة من تحقيق التوازن والشمول بين كافة اطياف الشعب العراقي.
واضاف ان العامل الاقتصادي والتنموي يجب ان يحتل اهمية كبيرة في استراتيجية مكافحة الارهاب اذ ان الفقر يمثل بيئة خصبة لنمو الارهاب والفكر المتطرف ومن ثم فانه من الاهمية بمكان ان يعمل المجتمع الدولي على تحسين الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية لدول المنطقة فضلا عن تجفيف منابع الدعم المالي المقدم للجماعات الارهابية من قبل بعض الاطراف.
وحذر السيسي من تبعات انخراط المقاتلين الاجانب في بعض دول الصراع بمنطقة الشرق الاوسط ولاسيما سوريا والعراق ودورهم في تأجيج الصراع من جهة فضلا عما يمثلونه من خطر حال عودتهم الى دولهم الاصلية.
من جهته اشار كيري الى ان استراتيجية مكافحة الارهاب يتعين الا تقتصر على الجانب الامني والعسكري لكن تشمل ايضا الجانب الديني والثقافي حيث اتفقت رؤى الجانبين حول اهمية تفعيل دور الازهر الشريف في التعريف بخطر هذه الجماعات المتطرفة وايضاح مخالفتها لحقيقة الدين الاسلامي والعمل على نشر قيم الاسلام الحقيقية بسماحتها ووسطيتها واعتدالها.
وأكد كيري خلال اللقاء على أن مصر تعتبر بمثابة “مفتاح منطقة الشرق الأوسط” وأن علاقات الولايات المتحدة بمصر علاقات صداقة قوية وحقيقية يتعين العمل على تعزيزها واستمراريتها لاسيما أنها علاقة تصب في صالح الطرفين المصري والأمريكي.
وعلى الصعيد الحقوقي اشار الوزير الامريكي الى ان هناك بعض الموضوعات التي قد تمثل عائقا في بعض الاحيان امام استئناف التعاون بين البلدين والتي ياتي في مقدمتها الشق الحقوقي الخاص بحرية التعبير عن الرأي واحتجاز ومحاكمة بعض الصحفيين وهو الامر الذي يحول في بعض الاحيان دون قيام الكونغرس بالتصديق على المساعدات الامريكية المقدمة الى مصر.
وفي هذا الصدد قال السيسي ان مصر تؤسس لدولة القانون التي تحترم القضاء ولا تعقب على احكامه كما تحترم وتطبق مبدا الفصل بين السلطات وانها حريصة في ذات الوقت على تطبيق دستورها الجديد بكل ما يحمله من حقوق وحريات والتزامات اقرها الشعب المصري.
وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية اشار المتحدث الى اتفاق رؤى الجانبين على ضرورة التوصل الى تسوية نهائية للصراع الفلسطيني – الاسرائيلي معتبرين ان تلك التسوية هي السبيل الوحيد للحيلولة دون تكرار ما حدث في غزة مؤخرا كما انها تعد عاملا مهما للقضاء على البيئة المواتية لنمو الارهاب والفكر المتطرف.
وقد عول الوزير الامريكي على الدور المصري لاستئناف المفاوضات بين الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني فاكد الرئيس السيسي حرص مصر على تحقيق امن واستقرار المنطقة واستعدادها الدائم لبذل الجهد في هذا الصدد مؤكدا اهمية توافر الارادة السياسية للتسوية لدى اطراف الصراع.
وكان كيري قد وصل الى القاهرة في وقت سابق اليوم لبحث تطورات الاوضاع والجهود الدولية لمكافحة الارهاب وتنظيم الدولة الاسلامية في اطار جولة شرق اوسطية لحشد التأييد للتحالف الدولي ضد تنظيم (داعش)