مقالات

هدية قائد عظيم لشعب كريم

راكان بن حثلين

– لم يكن خطابا عاديا الذي وجهه سمو الأمير لشعبه وأبنائه وإخوانه المواطنين، لا سيما أنه أتى بعد وقت قصير من وصول سموه إلى ارض البلاد، بل إنه كان تحركا واندفاعا عاطفيا عفوياً من قائد ووالد جاء وهو يحمل البشرى لأبنائه، ويسابق الزمن من أجل تأكيد حق هذا الشعب في أن يحتفل ويفخر بما تحقق من إنجاز غير مسبوق، بتسمية الكويت مركزا للعمل الإنساني، وتسمية سموه «قائدا إنسانيا» وأن يحتفي بهذا الوسام الذي نالته الكويت من أعلى منظمة دولية.

هو خطاب كما رأيناه وسمعناه وشعرنا به، كان بمثابة الإهداء من صاحب السمو لشعبه، بل وحتى المقيمين على أرض بلده، قدم خلاله سموه ثمرة الجهود الكبيرة التي قام بها سموه على مدى سنوات طويلة قضاها في دعم القضايا الإنسانية، ورفع اسم بلاده في المحافل الدولية، من خلال تثبيت البصمة الكويتية في جهد دولي يسعى إلى مساعدة بلد منكوب أو شعب مشرد او جائع او يعاني من ويلات الحروب او الكوارث الطبيعية.

ولم ينسب سمو الأمير الفضل لنفسه، بل كعادته كان سموه مثالا في التواضع والايثار، إذ نسب الفضل في هذا الإنجاز إلى الشعب الكويتي، وعطاءات هذا الشعب الكريم، كما شمل كل المؤسسات الحكومية وغير الحكومية، التي ساهمت في تحقيق هذا الإنجاز بالشكر على جهودها.
وسام الشرف والفخر الذي حمله سمو الأمير إلى شعبه، هو هدية قائد عظيم لشعب كريم، استحق أن ينال هذا الوسام بشرف، لأنه شعب جبل على حب عمل الخير، بعيدا عن أي حسابات أو مكاسب سياسية.

وفي مقابل هذه الهدية الغالية، يجب أن نحمد الله أن جعلنا في هذه المكانة بين الدول، وأن نهنئ أنفسنا بسمو الأمير قبل أي شيء آخر، وأن نعمل للحفاظ على النعم التي من الله بها علينا، وأن نعين سمو الأمير على استكمال مسيرة الخير والعطاء.
إنها مسؤولية وطنية، تتطلب تضافر جهود مختلف المؤسسات الرسمية والشعبية من اجل تنمية ومضاعفة رصيد المحبة والتقدير الذي حظيت به الكويت وقيادتها السياسية أمام العالم، وأن نبدأ في رسم واقع جديد يتناسب مع المنزلة الرفيعة التي بلغناها بفضل حكمة صاحب السمو .

علينا ان نبدأ في إزالة كل شائبة تشوب العمل الإنساني والخيري في الكويت، حتى نحافظ على الصورة المشرقة للكويت ونزيدها إشراقا، وأن نقتلع كل آفة فكرة أو فئوية أو اجتماعية تتعارض مع نهج العمل الإنساني، وكل ممارسة فردية او جماعية يمكن ان تشكل إساءة إلى سمعة الكويت على المستوى الداخلي من خلال التعامل مع المقيمين والوافدين، او على المستوى الخارجي من خلال سلوكياتنا أثناء زيارة الدول والشعوب الأخرى .

ولا نبالغ إذا قلنا ان الروح الوطنية والحرص على سمعة ومكانة الكويت يمكن أن نعبر عنها بأبسط الأمور، كالمحافظة على حسن المظهر والمنطق مع الآخرين، واحترام الإنسان بغض النظر عن عرقه او لونه او انتمائه، وأن يتخذ كل منا من نفسه رسولا ومبلغا للشعوب الأخرى بعادات وأخلاق أهل الكويت، وأن يكون مرآة تعكس المعدن الأصيل للإنسان الكويتي.
وقبل كل ذلك، يجب ان نعمل على رد التحية لصاحب السمو، وفاء وإخلاصا، وطاعة تتجلى في الالتزام بتوجيهات سموه والسير على النهج الذي يرى فيه الخير لهذا البلد.

“النهار”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.