أصابع الإخوان بتلعب
على التلميذة في تلك المدرسة ان ترفع أربعة أصابع بنفس طريقة معتصمي (رابعة) اذا أرادت الخروج من الفصل لشرب الماء، لأن الماء طاهر ورابعة طاهرة هي وكل ما مر بها من ناس وأحداث، أما من أرادت الذهاب لدورة المياه فعليها ان ترفع اصبعين وتقول سيسي، والرابط هنا واضح ولا يحتاج الى تفسير، والغرض منه توجيه الاهانة للتلميذة التي لا تحمل فكر الاخوان، وللرئيس الذي تؤمن فيه. هذا كله وأكثر حدث في مدرسة مريم بنت عمران في منطقة المحرق في مملكة البحرين، والحكاية كلها جاءت في مقابلة على قناة دريم لأسرة مصرية كانت تقيم هناك، دفعت ثمن تصديها للاخوان وفكرهم غاليا. لدى تلك الأسرة ابنتان صغيرتان تدرسان في تلك المدرسة، وقد لاحظ والداهما سلوكيات لا يصح ان تصدر من ابنة تجاه والديها، وبالاستفسار والتقصي توصلا الى قيام مدرسات معينات بتعويد التلميذات على الخروج عن طاعة الأهل الذين لا ينتمون لجماعة الاخوان، والتعامل معهم بحدة وغلظة، وقد اشتكت الأم للادارة ولم تحصل الا على تبريرات غير مقنعة.
تطورت الأمور الى أكثر من ذلك، وتحول الى مضايقات للطفلتين من قبل زميلاتهما ومن قبل المدرسات أنفسهن، فلجأ الأهل الى احدى الجرائد لنشر الموضوع مع مستند لصورة تدين المدرسة وسياستها في أخونة التلميذات الصغيرات، وهو أمر لم يمر على خير حيث تم تحويل الأب الى تحقيق قانوني في الوزارة انتهى بانهاء خدماته كمعلم للغة العربية في المدرسة التي يدرس فيها، ما يدلّ على قوة نفوذ تنظيم الاخوان المسلمين هناك. قام الرجل بالشكوى، وقدم تظلما تم قبوله، وأعيد التعاقد معه، وكانت العطلة الصيفية على الأبواب فأعطي تذاكر الذهاب والعودة له ولأفراد أسرته، وضبط أموره على أساس قضاء الاجازة في بلده والعودة بعد انتهاء الاجازة الصيفية. يفاجأ الرجل باتصال يرده من موظفة في الملحقية البحرينية في القاهرة وتبلغه بوجود اخطار من وزارة التربية البحرينية بانهاء تعاقده معها، ما يدل على ان عصابة الاخوان هناك عملت جهدها للانتقام من الرجل بسبب فضحه لهم في الجريدة،
فكان قطع عيشه، فاذا كان هذا انتقام المتدين، فكيف سينتقم من لا يخاف الله. هذه الحكاية في غاية الأهمية، ويجب ان تلفت انتباه اخوتنا في البحرين أولا، وأهلنا في الكويت ثانيا لكي ينتبه ويتصرف الاثنان. ان حرص وسعي جماعة الاخوان لقلب الأنظمة والوصول للسلطة، لم يعد خافيا على أحد، وقد وفرت الثلاث سنوات الماضية عشرات بل مئات الدلائل على ذلك، ولم يعد هناك شك في نواياهم، ووحده الغبي والأحمق الذي يصدق غير ذلك، وها هي عملياتهم الارهابية تتواصل في مصر التي وصلوا لقمة السلطة فيها ثم فقدوها بسبب غبائهم وسوء ادارتهم. بالتالي من أكبر الأخطاء السكوت على هؤلاء، خاصة المدربين والمعلمين في المدارس والأندية والكليات والجامعات، وتركهم يستقطبون أطفالنا وشبابنا بحشو أدمغتهم بالكلام الفاضي الذي يؤمنون به. بلادنا في الخليج على المحك، وهي الوحيدة التي تكاد آمنة من الارهاب، فاطردوا منها الاخونجية العرب وأعيدوهم الى بلدانهم، ولا تتركوهم عندنا فيستقوي بهم (اخونجيتنا) ويستعينون بهم ساعة الحاجة. الاخوان حية رقطاء فاحذروهم.
عزيزة المفرج
almufarej@alwatan.com.kw
“الوطن”