تنظيم “داعش” يزرع الرعب ويستنفر الغرب
أثارت ممارسات تنظيم “داعش” في سوريا والعراق، وآخرها قطع رأس صحفي بريطاني وعرض صوره على الإنترنت، استنفار العالم المذعور من تنامي قوة هذه المجموعة وتأثيرها لجذب الإسلاميين المتطرفين، وخصوصا الأجانب منهم.
البداية
انطلق “داعش” من العراق في 2006 من نواة تنظيم القاعدة الذي كان يستهدف بعملياته الانتحارية وتفجيراته المتنقلة الوجود الأمريكي في العراق ما بعد صدام حسين والمواقع الشيعية، وحمل اسم “الدولة الإسلامية في العراق”.
لكن انقلاب شريحة واسعة من السنة وتشكيل “مجالس الصحوات” أدت إلى طرده من مناطق سنية واسعة. وفي 2013، ظهر في سوريا، معلنا ضم “جبهة النصرة” الذراع الرسمية لتنظيم “القاعدة” في سوريا ومقدما نفسه باسم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” الذي عرف اختصارا باسم “داعش”. إلا أن النصرة رفضت الدمج، وتدور معارك بينهما منذ بداية العام 2014. وكان ذلك مقدمة لانفصاله عن تنظيم القاعدة بزعامة أيمن الظواهري.
أعداد المقاتلين
ولا يوجد عدد موثق لعدد مقاتلي “داعش”، لكن وكالة الاستخبارات الأمريكية تقدر أعدادهم بين عشرين و31 ألفا. كما يقول مسؤول استخباراتي أمريكي إن هناك 15 ألف مقاتل أجنبي في سوريا بينهم ألفي غربي. في حين يقدر المرصد السوري لحقوق الإنسان عدد مقاتلي التنظيم بأكثر من 50 ألفا في سوريا، بينهم 20 ألفا من غير السوريين من الشيشان وأوروبا والصين ودول الخليج.
مساحة النفوذ
يسيطر تنظيم “داعش” على 25% من سوريا (45 ألف كلم مربع) و40% من مساحة العراق (170 ألف كلم مربع) أي ما مجموعه 215 ألف كلم مربع بما يوازي مساحة بريطانيا تقريبا (237 ألف كلم) بحسب الخبير في الشؤون السورية فابريس بلانش.
وتمتد دولة “الخلافة” من منبج في شمال سوريا قرب الحدود مع تركيا في محافظة إدلب، باتجاه الشرق مع كامل محافظة الرقة، وأجزاء واسعة من محافظتي الحسكة ودير الزور حتى بلدة البوكمال الحدودية.
وفي العراق، يسيطر التنظيم على المناطق السنية في الغرب والشمال وخصوصا الموصل.
الجهاديون الأجانب
تعبر دول أوروبية عدة عن قلقها البالغ من توجه مواطنين منها إلى سوريا للقتال في صفوف “داعش”. ويرى الكاتب والصحفي اللبناني في صحيفة “الحياة” حازم الأمين أن “نوع العنف الذي يعتمده داعش يخاطب في جزء منه مزاج الغربيين الميالين إلى هذا النمط من الحياة. أنه استعراض قوة هوليوودي الطابع إلى حد بعيد”، كما أن المال هو عنصر جذب آخر أساسي.
مستقبل الظاهرة
يؤكد يقول الخبير الفرنسي في الحركات الإسلامية رومان كاييه، إن هدف “داعش” الأساسي تثبيت دعائم “الخلافة” عبر هيكلية تتضمن إنشاء وزارات ومحاكم والتوسع حيث يمكنها ذلك. إلا ان آخرين يعتقدون أنه لن يعيش طويلا.
ويقول الأمين: “العالم لا يتحمل هذه الظاهرة التي شوهت صورته”. ويرى أن “داعش أهان الغرب واستخف به ولو لم يستهدفه مباشرة على أرضه، من خلال عملية التطهير العرقي وعمليات القتل الوحشية. هذه أمور لم تعد مسموحة. هذا التنظيم لا مستقبل له”.