مقالات

داعش اضرب ولا تناقش

المشكلة بالدرجة الأولى مشكلتنا، والمتورط هو نحن العرب والمسلمين، والهم قبل ان يكون همًا عالميا، هو همّ عربي اسلامي، وبلوى تضاف الى قائمة بلاوينا الكثيرة، بالتالي من كان يجب ان يبادر ويسعى لقتال تجمّع المجرمين في العراق والشام هم نحن، الشعوب العربية، لا الأمريكان وحلفاؤهم الذين هم في الأساس من أبلشنا فيهم.سنوات طويلة ونحن نشتري بمليارات الدولارات أسلحة ومدافع وطائرات حربية، ونملأ بها مخازننا، فاذا لم نستخدمها الآن للدفاع عن وجودنا وبقائنا واستقرار بلداننا وأنظمة حكمنا، فما فائدتها لنا، ومتى سنستخدمها اذن، ثم هل صرفنا عليها كل تلك الأموال من أجل ان نتركها تصدأ في المخازن، وتتحول الى حديد خردة، لا فائدة ترجى منه.
بلادنا العربية ترتبط ببعضها باتفاقيات تعاون ودفاع مشترك، وتقوم بمناورات برية وبحرية بين آن وآخر، فلماذا لا نرى تطبيقا لها في هذا الوقت الحرج الذي تمر فيه أمتنا، ولماذا لا تتضافر جهودنا من أجل القضاء على الكابوس المسمى داعش.

ان قيام هؤلاء الخوارج التكفيريين بخطف وقتل الأبرياء، وابتزاز الدول، والعنف والارهاب الذي فاق الحد، وزاد على التصور، أمر لا يجب السكوت عليه أكثر من ذلك.
لقد سمعنا وقرأنا الكثير عن خطط أمريكا والغرب ومؤامراتهم لتمزيق وتقسيم بلادنا، ونشر الكراهية بين شعوبنا العربية، وترسيخ الطائفية والعرقية بيننا، واستنزاف ثرواتنا خاصة في الخليج، وسواء كان ذلك صحيحا أو مشكوكا فيه، وسواء كان أولئك التكفيريون صناعة أمريكية، أو صناعة كتب التراث وبعض الجمعيات الدينية عندنا، فمن واجب حكوماتنا في الحالتين ان تهبّ للدفاع عنا، وعن وجودنا وبقائنا وثرواتنا الذي تهدده تلك الحفنة من المختلين عقليا، بتوع الجهاد أبو نكاح، أو النكاح أبو جهاد.

ما يحدث في العراق والشام وليبيا ولبنان لا يسكت عنه الا مضطر أو عاجز، ولا أظن أننا عاجزون دع عنك ان نكون مضطرين للبقاء صامتين الى ان تصل سيوف داعش وسكاكينها الى رقابنا، خاصة ان بلدنا لا تخلو من خلايا نائمة تتبع هؤلاء.داعش العصابة التي لا يتعدى عدد أفرادها الثلاثين ألفا قامت أمريكا بجمع تحالف من 40 دولة للقضاء عليها وهو أمر غريب، يجعل الانسان يفكر، فتحرير الكويت من بلد كالعراق، عدد سكانه 25 مليون انسان، وعدد جيشه مليون لم يحتج الى أكثر من تحالف 34 دولة، بعضها شارك بجيوش رمزية وبعضها شارك بالدعاء فقط لا غير، فلماذا تحتاج عصابة صغيرة العدد كداعش الى جميع تلك البلاد للتخلص منها، والقضاء عليها.

عموما، أربعون دولة أو أقل أو أكثر لا يهم، ما يهمنا في الموضوع هو القضاء على هؤلاء السفاحين، وتخليص العالم من شرهم، ويكفينا منهم هذا التشويه الفاحش لصورة الاسلام والمسلمين.

عزيزة المفرج
almufarej@alwatan.com.kw

“الوطن”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.