مقالات

حذفوا الفيزا بابا

صحيح ان حكومتنا مكسورة الجناح، مغلولة اليد، محدودة الذكاء، قليلة التفكير، تتعثر في انجاز مشاريعها التنموية باستمرار، واذا فتح الله عليها وتمكنت من انجاز شيء جاء من الفئة التي ينطبق عليها قول (لا حول ولا قوة الا بالله) الا أنها والحق يقال، نجحت نجاحا باهرا في اصابتنا نحن الشعب بمرضين شهيرين هما السكّر والضغط، وقريبا جدا سوف يكتمل نجاحها بتوزيع الجلطة الدماغية علينا جميعا، ما يجعلنا ندخل في غيبوبة شعورية، وعسى الله يرحمنا برحمته.

حكومتنا خنت حيلي دايخة وموليّة، فرغم معرفتها بأن البلد مكتظة بخلق الله، ومتروسة لي عينها بمن انكتوا علينا من كل حدب وصوب، وأن الكويت لا تحتمل المزيد بعد ان امتلأت بهؤلاء الى حد الاختناق، ورغم علمها، أي الحكومة، ان بعض هؤلاء الوافدين له شغل، وبعضهم لا شغل له فما كان منه الا الاتجاه الى الجريمة بكافة أشكالها التي وجد فيها باب رزق له، مسببا لها ولنا الكثير من الخسائر، ورغم معرفتها ان أمراضا كثيرة لم تكن موجودة في السابق، أصيبت بها الديرة نتيجة لسياساتها الخاطئة في فتح الأبواب بهذا الشكل الضار، مع ذلك تخرج علينا الجرائد بعنوان طويل عريض مفاده الفتح الشامل لباب تصاريح العمل لجلب العمالة من الخارج.

بذمتكم ألا تستاهل مثل تلك الحكومة الحجر عليها، بل وحبسها في غرفة درايشها عند السقف. بعد عمالة! ألا يكفيكم الموجود منها ونحن نكاد ان نتعثر فيهم أثناء سيرنا في الطرقات، ومراجعتنا للوزارات، وتسوقنا في الأسواق والجمعيات. ما هذه الحكومة، وما هؤلاء الوزراء اللي ما نلقّط وراهم الا الحرّة والقهر، لا ويقول لك الخبر ان القرار سيصدر بصفة الاستعجال، وأن تصاريح العمل ستكون لجميع القطاعات ودون استثناء، وليس لعشرين قطاعا فقط، لكي لا يزعل ويتضايق أحد.

وربّي مو صاحين، الناس تقضي ساعتين وثلاث في الشوارع لكي تصل من مكان الى آخر لا يبعد عنها أكثر من عشر دقائق في السابق، أيام ما كانت الحياة حلوة، فما الذي سيحدث حين تشرعون بيبان البلد بل تجلعونها من عرجها لتصبح الديرة سفاري للكل، وبالشيطان الكويت وأمنها وأمن أهلها. هل تجهل حكومتنا الدايخة ان عدد جالية عربية واحدة فقط قارب على المليون، ومع ذلك توافق على فتح الباب، على الأغلب لنفس الجنسية، ما سيجعل عددها، وقريبا جدا، أكثر من عدد المواطنين الكويتيين، فهل تظنون في ذلك ذكاء أو حكمة أو حصافة سياسية، وهل هناك بلد عاقل يعمل على جعل مواطنيه أقلية في البلد متجاهلا المشاكل الكثيرة، والكبيرة التي يعج بها العالم الآن. عموما، ماراح نقول للمسؤولين عن ذلك يخرب بيتكم وبيت من ولاكم المسؤولية وأنتم لستم كفئا لها، ولكن نقول عسى الله يهديكم بس.

عزيزة المفرج
almufarej@alwatan.com.kw\

“الوطن”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.