“التربية”: “البحوث التربوية والمناهج” يسعى لربط مضامين مناهج المواد الاجتماعية في الحياة الواقعية
أكد الوكيل المساعد لقطاع البحوث والمناهج د.سعود الحربي أن قطاع البحوث التربوية والمناهج يسعى إلى تطوير المواد الاجتماعية في شكلها ومضمونها، موضحاً أن ذلك يعود إلى التغيرات التي طرأت على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي، مما يحتم تطوير بنية مناهج تلك المواد، مشيراً إلى أن للمواد الاجتماعية مكانة كبرى في البناء القيمي والتربوي والمعرفي لكل نظام تعليمي، لأنها تمثل الجهاز العصبي للنسق التعليمي والإنساني للفرد.
وأوضح د.الحربي أهمية مادة الفلسفة بقوله “لنتكلم عن الفكر ومدلولاته وأبعاده وارتباطاته نجد أن مادة الفلسفة تمثل هذا الجانب، وعند الحديث عن الزمن والإحساس بالوجود وصيرورة التغير يظهر دور مادة التاريخ كما أننا حين نسلط الضوء على علاقة الإنسان ببيئته الطبيعية ومدى التاثير المتبادل فنحن نتحدث عن الجغرافيا، وعندما نتكلم المكون و البعد الأفقي للإنسان فعلم الاجتماع هو من يصور ويربط تلك المكونات، وعندما نتناول الإنسان في أعماقه ومشاعره وأحاسيسه و تكيفه نجد أن علم النفس من يحلل ويتصدى لها برمتها.
وقال انه عند النظر بشكل عام للمواد الاجتماعية نجد أنها تمثل المجال الخصب والواسع لتعليم المواطنة، وإذا قلنا المواطنة فنحن نمر بالوطنية والتربية للمواطنة والتنشئة المدنية وحقوق الإنسان، و أمام هذا المكون الشامل للمواد الاجتماعية كان لابد إعادة النظر بها، فالمناهج بشكلها الحالي خدمت الظروف التي ظهرت حينها وأدت أهدافها على الوجه المقبول، أما اليوم فالتطورات المحيطة بالمتعلم جعلتنا نعيد النظر لاسيما في الجوانب القيمية والأخلاقية حتى نستطيع أن نعزز كل الجوانب الإنسانية و الوطنية والوسطية وفي المقابل نمنع تسرب القيم السلبية كالتطرف والإرهاب وغيرها.
وأفاد د.الحربي إلى أن قطاع البحوث التربوية والمناهج يسعى لربط مضامين مناهج المواد الاجتماعية في الحياة الواقعية، فالتاريخ ليس رقما لا دلالة له والجغرافيا ليست مواقع و توزيع بل أنهما أكبر وأعمـق مما يراه البعض، وينسحب هذا على جميع المجالات الأخرى، لافتاً إلى أن خطوات التغير ستبدأ في المرحلة الثانوية حيث سيعاد تدريس مادتي علم الاجتماع وعـلم الاقتصاد،وإعادة النظر في محتوى مادة الفلسفة لتكون مادة أكثر التصاقا بمشكلات الإنسان والحياة ،لأنها وجدت لتساعد الإنسان على فهم الوجود والحياة ولتعلم القيم خصوصا القــيم الكبرى المتمثلة بالحق والخير و الجمال.
ولفت د.الحربي إلى أن عملية التطوير ستتم بمشاركة متخصصين أكاديميين في المجال المعرفي والتربوي في المواد الاجتماعية وبالإضافة مع التوجيه الفني بإشـراف ومتابعة قطاع البحوث التربوية والمناهج.