وين مودينا يا اخوانا
سمو رئيس مجلس الوزراء الموقر، لم نفق بعد من صدمة ضياع 37 مليار دينار على خطة تنمية كانت مثل الكتابة على الماء، أو الشخبطة في الهواء، فلم نر انجازا واحدا يبلّ ريقنا في قيظ الفشل الحكومي الكويتي الطويل، وها نحن نفاجأ بكلام عن خطة تنمية جديدة، ومئة مليار دولار خصصت لها، وكأنكم تسعون خلف اصابتنا جميعا بأزمة قلبية تقضي علينا، و(تفككّم منا).
نحن حتى الآن لم نعرف في بطن من انتهت المليارات السابقة، ومن هم أصحاب الحظ السعيد الذين أمنوا مستقبلهم ومستقبل أجيالهم القادمة من أموال السحت تلك، وربما لن نعرف أبدا، ولكن ما ذنبنا نحن، الشعب الكويتي، حتى يطير مع الريح أضعاف ما راح من أموالنا على خطة تنمية أخرى نشك في ان تكون حقيقية.
تحدثت يا شيخ عن بنى تحتية متقدمة، ومطار بطاقة استيعابية تصل الى 25 مليون راكب، ومناطق تجارية حرة، وشبكات طرق متطورة، ومحطات توليد كهرباء، وموانئ ذات طاقة تشغيلية عالية، بالاضافة الى توفير عشرات الآلاف من فرص العمل للكويتيين، ومستشفيات ومدارس ومساكن، ومشاريع ثبت لنا بالقطع واليقين والدليل أنها أكبر من مستوى قدرات الحكومة الحالية، والحكومات السابقة، فالكلام سهل، ولكن التطبيق تقدر عليه بدون شك حكومات الامارات وقطر والمملكة، وباقي دول المنطقة أما أنتم فاسمحوا لنا، ورحم الله امرأ عرف قدر نفسه.
أنتم فشلتم في تعديل التركيبة السكانية، وتركتم تجار الاقامات يسرحون ويمرحون ويملؤون الدولة بالعاطلين عن العمل، وفشلتم في فرض هيبة الدولة فزادت الجرائم ولم يعد أحد يخشى ارتكاب الجريمة في وضح النهار، وفشلتم في حل مشكلة الزحام بسبب قضايا تزوير رخص القيادة أو بيعها، وفشلتم في خطة التكويت حتى للوظائف الادارية البسيطة، وبالعكس لا زلتم تستوردون لنا الموظفين من نحتاج اليه منهم ومن لا نحتاج، وفشلتم في فرض قواعد العدالة والمساواة بين أبناء الشعب والعلاج في الخارج أحد الأدلة على ذلك حيث يحصل عليه المتمارض، ويحرم منه المريض الفعلي، وفشلتم في تخفيض أسعار السلع والأدوية والعقار والايجار واستقدام الخدم، وحتى المشاريع التي تتعاقدون عليها لا تحرصون على ان تختاروا لها شركات عالمية تتميز بالكفاءة والمهنية العالية، وتحسن أداء عملها، وتحرصون على المتردية والنطيحة، وها هي مشاريعكم يبدأ الخراب فيها بعد يومين من افتتاحها، فكيف ستقدرون على انجاز تلك الخطة التي تحدثتم عنها.
سمو رئيس مجلس الوزراء، سعر النفط آخذ بالهبوط، والمستقبل مع سلعة ناضبة لابديل لها مجهول، وما يذهب من أموالنا للخارج كمنح ومساعدات والتزامات وعطايا وهدايا لا يعد ولا يحصى بالتالي، ارحمونا، واتركوا عنكم خطة التنمية الجديدة مالتكم تلك أو أجلوها الى وقت أفضل يكون فيه عدد المخلصين لهذه الأرض أكبر من عدد بلاعين البيزة من آكلي السحت والمال الحرام.خلونا الآن على طمام المرحوم الى ان تحظوا برجال دولة، وببطانة تخشى الله أكثر مما تحب مصلحتها، وقتها سنقول لكم انطلقوا وباسم الله مجراها ومرساها.
عزيزة المفرج
almufarej@alwatan.com.kw
“الوطن”