محمد عبده أمير الطرب موحد العرب!
سامي النصف
لا يختلف اثنان على الدور الوحدوي الرائع الذي قامت به كوكب الشرق السيدة أم كلثوم التي اتفق على حبها الشعب العربي من محيطه الى خليجه والتي تنصل لها بعض الثورجية ورموها بتهمة التسبب في نكسة عام 67(!) حيث ادعوا انها سبب انشغال او انسطال بعض قادة الجيوش العربية عن العدو المتربص بهم، وهي دعوى غير مسبوقة في تاريخ الامم التي لا تحمّل في العادة مبدعيها ومبرزيها اوزار الهزائم العسكرية وما يحدث في ميادين القتال.
****
في الستينيات حضر الى الكويت مطرب سعودي صغير السن ذو وجه طفولي اسمه محمد عبده عثمان العسيري ترك وظيفته كصانع للسفن ليمتهن الغناء وليسجل في الكويت اغنية من كلمات الأمير عبدالله الفيصل اسمها «يا بو شعر ثائر» ومازلت أذكر لقاء له مع احدى المجلات الكويتية قال فيه بذلك الوقت المبكر انه سيصبح ذات يوم «اشهر مطرب في الوطن العربي» لانه يمتاز حسب قوله عن غيره بـ«الذكاء» وكانت ساحة الغناء يتصدرها آنذاك عمالقة الطرب امثال محمد عبدالوهاب وفريد الاطرش ووديع الصافي وعبدالحليم حافظ وغيرهم.
وقد شعرت بالفعل اننا امام شخصية فنية مختلفة ستنجح لان لديها الطموح والموهبة والاداة اللازمة للوصول.
****
ونجح محمد عبده في ان يوظف حنجرته الذهبية وذكاءه الحاد وحسن اختياره للكلمات والالحان ليتقدم سريعا على منافسيه في المملكة والخليج واخيرا المنطقة العربية حتى وصل الى العالمية في اغنيته «إبعاد» التي غنيت بالتركية والايرانية والهندية وحتى اليونانية ثم اعتزل الغناء لمدة ثمانية اعوام (1989 ـ 1997) الا ان عرش امير الغناء العربي بقي عصيا على ان يحتله الآخرون رغم كثرة الطامعين ووفرة الحالمين حتى عاد اليه صاحبه وليحطم بعد ذلك مع كل حفل يقيمه الارقام القياسية في عدد الحضور وكم الثناء، محمد عبده قامة فنية نادرة ستمر حقب وازمان طويلة قبل ان يصل احد آخر لجزء من النجاح الذي حققه، فبارك الله في ابو نورة وأبقاه ذخراً لعشاق الطرب الاصيل وأطال في عمره.
****
آخر محطة:
نرجو من الامانة العامة للجامعة العربية وأمانة مجلس التعاون الخليجي ان تقدرا تلك الثروة الوطنية العربية والخليجية ممثلة في أمير الغناء العربي محمد عبده ودوره المميز في تزكية وتقوية الشعور الوحدوي العربي والخليجي وان تحتفلا به تقديراً للفن والفنانين وللإبداع والمبدعين، فليس بالسياسة وحدها تحيا الشعوب!
samialnesf1@hotmail.com
@salnesf
“الانباء”