شكراً جمعية الشفافية
سعدت لتوضيح جمعية الشفافية الكويتية على مقالي الذي استغربت فيه حصول وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية على مراتب متقدمة في نتائج معايير الشفافية، مع الكم الكبير من التجاوزات والفساد الذي تحدثت عنه بعض الصحف.
وأشكر الجمعية على التنويه الى (مصداقيتي الكبيرة والايجابية في نظرتي للامور) في اطار توضيحها.. شاكرة لها ايضا تأكيدها على مضمون مقالي وهو استغرابي.. حين اوضحت الجمعية ان اقل درجة حصلت عليها وزارة الاوقاف في معايير مدركات الشفافية كان في النزاهة، والتي لم تتجاوز 46 في المئة وعلى درجة صفر في التميز.. وهو ما علقت عليه الجمعية ايضا انها نتائج مؤسفة لجهة ينبغي ان تكون قدوة لباقي الجهات.
وهنا يبرز عندي تساؤل مشروع.. وهو: هل نشرت هذه الملاحظات التي وردت في رد جمعية الشفافية على مقالي على موقع الجمعية الالكتروني، كما كان معمولا به دائما لدق الجرس والتنبيه لهذه المؤشرات الخطيرة في عمل جهة دينية يفترض ان تكون قدوة المجتمع الكويتي في النزاهة والشفافية.. لانها جهة ذات خصوصية دينية تجعلها واجهة لكل فئات المجتمع وخاصة الشباب؟
نعم، وزارات التربية والاعلام والصحة والداخلية والنفط حصلت على مؤشرات اقل من الاوقاف، ولكن الصفة (الاسلامية) التي تحيط الوزارة في كل نشاطاتها تجعل النزاهة والشفافية والصدق بالعمل والامانة متطلبات اساسية في عملها، ومن يقوم بهذا العمل وخاصة القيادات.. لهذا كله لا يفترض ان يستغرب احد، ايا كان، من داخل الوزارة او خارجها، كل هذه الضجة على الاوقاف دون غيرها من الوزارات.
ان هناك اتفاقية لانشاء وقفية طلبة المنح الدراسية.. وقعتها الامانة العامة للاوقاف مع وزارة الاوقاف لتأسيس وقفية طلبة المنح الدراسية لاغراض توفير الرعاية اللازمة وتمكينهم من التحصيل العلمي وكل النشاطات الترفيهية والاجتماعية، لتحفيز الطلبة على الاجتهاد والابداع.
والسؤال الذي يفرض نفسه وبقوة هنا: كيف ستنجح وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية الحاصلة على درجة صفر في الابداع في تطوير ابنائنا واداء مهمتها الاساسية معهم؟ وكيف سنأمن عليهم وهم يرون ان نزاهة هذه الجهة لم تتعد 46 في المئة.. رغم ان اول ما يتعلمونه في منحهم الدراسية ونشاطاتهم الاجتماعية والترفيهية.. وفي معسكراتهم.. ان النزاهة والامانة اول صفات الانسان المسلم.
إقبال الأحمد
iqbalalahmed0@yahoo.com
“القبس”