جدل في تونس بعد أنباء ترشح مهدي جمعة للرئاسة
أثارت أنباء عن احتمال ترشح مهدي جمعة، رئيس الحكومة الانتقالية، للانتخابات الرئاسية التي ستجري في نوفمبر المقبل، جدلا واسعا في البلاد التي تتجه لإكمال الانتقال الديمقراطي.
وتستعد تونس لإجراء انتخابات رئاسية يوم 23 نوفمبر، المقبل في أعقاب الانتخابات البرلمانية المقررة يوم 26 أكتوبر المقبل في خطوة أخيرة لإرساء ديمقراطية مستقرة بعد نحو ثلاث أعوام ونصف العام من انتفاضة شعبية أطاحت بحكم الرئيس السابق زين العابدين بن علي.
السباق الرئاسي
وأعلن عدد من رؤساء الأحزاب، ترشحهم للمنافسة في الانتخابات الرئاسية في مقدمتهم السياسي المخضرم الباجي قائد السبسي زعيم حزب نداء تونس، أحمد نجيب الشابي زعيم الحزب الجمهوري، فيما ينتظر أن يقدم رئيس الجمهورية الحالي محمد المنصف المرزوقي، ورئيس المجلس الوطني التأسيسي مصطفى بن جعفر، بأوراق ترشحهم بعد تزكية أحزابهم.
تصاعد الجدل وسط أنباء عن احتمال ترشح مهدي جمعة للرئاسة التونسية
وفي الوقت الذي تسير فيه استعدادات البلاد التي ينظر إليها باعتبارها نموذجا للانتقال الديمقراطي في المنطقة في أجواء تبدو هادئة بدأ الجدل يتصاعد وسط أنباء عن احتمال ترشح رئيس الوزراء الحالي مهدي جمعة للانتخابات الرئاسية.
واختير جمعة، لتولي رئاسة حكومة كفاءات نهاية العام الماضي مهمتها الأساسية تسيير شؤون البلاد وقيادتها نحو انتخابات تشريعية ورئاسية في خطوة أخيرة نحو الاستقرار السياسي وفق خارطة الطريق التي اتفقت عليها الأحزاب السياسية في الحوار الوطني برعاية الاتحاد التونسي للشغل أكبر نقابة عمالية في البلاد.
خارطة الطريق
ونصت خارطة الطريق أن يتولى رئاسة حكومة الكفاءات شخصية وطنية مستقلة لا يترشح أعضاؤها للانتخابات.
ولا يوجد أي قانون يمنع جمعة من الترشح لكنه تعهد بعدم الترشح وفقا للاتفاق مما دفع الاتحاد التونسي للشغل لمطالبته بتحديد موقفه بعد رواج أنباء عن إمكانية ترشحه للانتخابات المقبلة.
وتوجه سامي الطاهري الناطق الرسمي باسم الاتحاد التونسي للشغل، بنداء لرئيس الحكومة وطالبه بالإسراع بتكذيب الأنباء المتداولة عن إمكانية ترشحه للرئاسة.
مطالبة “جمعة” بتحديد موقفه بعد رواج أنباء عن إمكانية ترشحه للانتخابات المقبلة
ودعا الطاهري في تصريح لراديو شمس إف إم في تونس، جمعة، إلى ضرورة رفع اللُبس وإنهاء الإرباك في أقرب وقت من أجل طمأنة جميع الأطراف مرجحا أن ما يتم تداوله “مجرد أخبار غير صحيحة وإشاعة خطيرة جدا في وضع سياسي هش”.
وخلال الأشهر القليلة التي قاد فيها الحكومة نال جمعة، رضا شق واسع من التونسيين، إضافة إلى أنه حظي بدعم غربي كبير في الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا.
زيادة الشكوك
وقال متحدث باسم رئيس الوزراء، أمس الثلاثاء، إن جمعة سيتوجه قريبا بخطاب للشعب حول “أمر مهم” لم تكشف تفاصيله مما زاد في حدة الشكوك حول إمكانية استقالة جمعة من منصبه وتقديم أوراق ترشحه للانتخابات الرئاسية.
وكان عبد العزيز القطي القيادي في حزب نداء تونس فجر مفاجأة عندما كشف أنه يتم جمع تزكيات شعبية لرئيس الحكومة من أجل الترشح للانتخابات الرئاسية.
وقال القطي إن حزب حركة النهضة الإسلامي هو من يجمع التزكيات لرئيس الحكومة.
وكانت حركة النهضة دعت الأحزاب للتوافق حول رئيس وصفته بأنه “توافقي” لدعمه في الانتخابات الرئاسية الأولى عقب الثورة الشعبية.
وقال عبد اللطيف المكي القيادي في حزب حركة النهضة في تصريحات صحفية سابقة إن رئيس الوزراء الحالي تنطبق عليه صفات “الرئيس التوافقي”.
لكن الأحزاب السياسية ترى إن هذا المقترح “يصادر حق الشعب في الانتخاب”.
وتخشى الأحزاب السياسية أن يؤثر ترشح رئيس حكومة الكفاءات التي ستقود الانتخابات على شفافيتها ومصداقيتها.