ماذا بعد خروج «الإخوان»؟!
سبعة من قادة «الإخوان» جاءتهم تعليمات بالخروج من قطر التي احتوتهم في عز أزمتهم، ليس لانهم غير مرغوب فيهم، بل لأن ما يقومون به من نشاط هو امر غير مرغوب فيه، ويهدم اكثر مما يعمر، وآثار السلبيات فيه اكثر من الايجابيات.
ويبدو أن أمر هؤلاء القادة السبعة بمغادرة الاراضي القطرية بسرعة، كان بطلب قطري ناعم، ومنعا للإحراج، كما قال وجدي غنيم قيادي «الإخوان»، الذي اوضح انه سينقل دعوته من داخل قطر الى خارجها، تقديرا للظروف وتجاوبا مع التعليمات. فهل ذلك يعني ان امر الخروج له ولزملائه كان لتهدئة خواطر بعض دول مجلس التعاون وتفاديا لعزلها، من دون ان ينسحب ذلك على دعم «الاخوان» في اماكن ومواقع أخرى وبأشكال أخرى؟! الايام المقبلة ستكشف لنا ذلك.
الاخطر من هؤلاء القادة، الذين رأت دول في منظومة مجلس التعاون مغادرتهم الاراضي القطرية مقابل عودة المياه الى مجاريها، هي قناة الجزيرة التي ما زالت تبث سمومها في شوارع وازقة العالم العربي. فهذه القناة تعزف لحنا منسجما مع سياسة «الاخوان». تلك المعزوفة التي لا تسمع سوى من فضاء قطر الاعلامي، ومن خلال «الجزيرة» دون غيرها من الدول العربية.
فهل نفاجأ أيضا في الايام المقبلة بابعاد بعض العاملين في قناة الجزيرة، انسجاما مع مطالب المحتجين على سياسة قطر الخارجة عن الاجماع الخليجي في كثير من القضايا كما رأينا وسمعنا وشاهدنا.
ان اول ظفر يجب ان يقلّم في يد قطر هو قناة الجزيرة، وخاصة برامجها الموجهة، وفق اهواء معدّيها ومقدّميها والقائمين عليها.. وكان لنا مع الاحتلال العراقي للكويت وموقف هذه المحطة من القضية، وتعاملها مع كل الضيوف الذين يمثلون وجهة النظر الكويتية خلال برامجها الحوارية، حيث كانت تطمس الحقائق وتزيفها وتقلب الحق باطلاً والباطل حقّاً في نهاية الحوارات.
الاعلام اداة حادة اذا ما تم تسييسه وتوجيهه لمصالح ضيقة تتعارض مع مصالح الدائرة المحيطة، فالاعلام كلمة وصوت، يخترق الاسوار والحوائط مهما كانت متينة، خاصة اذا سانده ودعمه المال، الذي يشتري كل الكفاءات وكل الفضاءات، ويفتحها الى ابعد الحدود، وهذا ما حصل مع «الجزيرة» حين جمعت التضاد ورفعت الاصوات، وسمحت بالسب والتهديد والوعيد وقلب الطاولات وتراشق المياه واللكمات.
اقبال الأحمد
Iqbalalahmed0@yahoo.com
Iqbalalahmed0@gmail.com
“القبس”