مبادرة «الخارجية» الرائعة
باسل الجاسر
الزيارة الخاطفة التي قام بها نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد لرئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس، وصلاته بمسجد الصخرة في القدس الشريف كانت زيارة رائعة ولها مداليل سياسية عميقة.
فالزيارة تأتي في وقت تحتاج فيه السلطة الفلسطينية الى كل الدعم إزاء عربدة الحكومة الصهيونية وتعنتها في تنفيذ اتفاقية أوسلو التي قتلتها المراوغة الصهيونية من جهة وعبث حماس وحلفائها بالداخل فيما سموه مقاومة مشروعة بينما هو في الواقع وما تعارف عليه المجتمع الدولي ارهاب، فان زرع العبوات المتفجرة في الباصات والمقاهي لقتل الأطفال والنساء والمدنيين ومهاجمة المدنيين بالصواريخ وخصوصا صواريخ حماس التي هي اقرب للألعاب النارية من كونها صواريخ تدميرية كانت خدمة عظيمة للكيان الصهيوني لتبرير صلفه وإجرامه، فبسبب عبث حماس تم بناء الجدار الفصل الذي ابتلع الكثير من الاراضي الفلسطينية الواقعة ضمن حدود 67 لصالح الكيان الصهيوني، وبسبب هذه المقاومة العبثية استطاع الصهاينة حشد تعاطف دولي وجعلهم في صورة المتصدين للإرهاب، وبسبب انقلابهم على صناديق الانتخاب وصواريخهم جروا غزة لثلاثة حروب عبثية لم يجن منها الشعب الفلسطيني في غزه سوى القتل والتشريد والتدمير فقط لا غير، وبسبب هذا الانقلاب تم تقديم ذريعة منطقية للصهاينة للتملص من التزاماتهم الدولية.
وفي هذا الوقت العصيب الذي يعتزم فيه الرئيس عباس اليأس من تنفيذ اتفاقية أوسلو وقرر التحرك للضغط على الكيان الصهيوني في الامم المتحدة جاءت هذه الزيارة لرام الله فكانت دعما مستحقا من الكويت وأهلها لأشقائهم الفلسطينيين.
وكانت صلاة الخالد في الأقصى تأكيدا كويتيا رسميا وشعبيا على عروبة هذا المسجد، وكانت تعبيرا عن الرفض والتحدي الحاسمين لقرارات الضم الجائرة التي أعلنتها حكومة الكيان الصهيوني.
لا املك أمامها إلا تقديم الشكر لوزير الخارجية على هذه المبادرة الرائعة.
baselaljaser@hotmail.com
baselaljaser@
“الانباء”