الكويت تشارك العالم غدا احياء اليوم العالمي للتوعية بمرض الزهايمر
تشارك دولة الكويت العالم غدا احياء اليوم العالمي للتوعية بمرض الزهايمر بغية التعرف على تحديات وصعوبات هذا المرض وتسليط الضوء على معاناة المرضى حول العالم ووجوب السعي الدؤوب الى تعزيز الرعاية الصحية وزيادة الدعم لمرضى الزهايمر وذويهم.
واعتادت مؤسسات عالمية تعنى بمواجهة هذا المرض منذ عام 1984 تنظيم أنشطة في 21 سبتمبر سنويا تتمحور حول التوعية بالمرض والتعامل معه ويتم احياؤه هذا العام تحت شعار (هل بالامكان تقليل خطر الإصابة) بهدف لفت الأنظار الى هذا المرض الآخذ في الانتشار حول العالم.
ويعرف مرض الزهايمر الذي اكتشفه الدكتور آلويز ألزهايمر عام 1906 بأنه خلل بالمخ وانتظر العالم 60 عاما حتى تم اعتباره مرضا وليس شيخوخة طبيعية وظل 20 عاما أخرى حتى بدأ الباحثون يركزون على مخ المرضى لمعرفة أسبابه والذي يسبب اضطرابا في الذاكرة نتيجة لتدمير الخلايا العصبية في المخ ومرد ذلك الى أسباب جينية وبيئية وفيزيولوجية.
ويعاني من مرض الزهايمر نحو 35 مليون شخص حول العالم والمتوقع أن يرتفع هذا العدد الى 115 مليونا بحلول عام 2050 حسب تقديرات الجمعية الالمانية للزهايمر.
وعرف الزهايمر بمرض (خرف الشيخوخة) لان احتمال الاصابة به يزداد مع التقدم بالعمر حيث تصل نسبة الاصابة به الى 50 بالمئة بين الاشخاص في سن 85 عاما وما فوق.
ويعد الزهايمر حتى الان مرضا عضالا لا شفاء منه وهو من أكثر الامراض شيوعا عند كبار السن حيث يصيب المخ ويعمل على تدمير الذاكرة ويفقد الانسان قدرته على التركيز والتعلم.
وهناك ثلاثة أنواع لمرض الزهايمر هي (الزهايمر المتأخر) الاكثر شيوعا ويبدأ عادة عند سن 65 فما فوق ويسمى عند الاصابة به قبل هذه السن ب(الزهايمر المبكر) وعادة ما يعاني مرضى الزهايمر المبكر أمراضا عصبية عدة أما النوع الثالث فيسمى (الزهايمر العائلي) وهو نادر وموروث.
وقال رئيس رابطة جراحة المخ والاعصاب الكويتية ورئيس الجمعيات العربية لجراحة المخ والاعصاب الاستشاري الدكتور يوسف العوضي لوكالة الانباء الكويتية (كونا) اليوم ان لا سبب مؤكدا للاصابة بالزهايمر الا أن العلماء يرون انه مع تقدم العمر تترسب بروتينات “نشوانية” لها بنية تعرف ب”صفيحات بيتا المطوية” وتتراكم داخل الخلايا العصبية المركزية في الدماغ مما يؤدي الى خلل.
وأضاف الدكتور العوضي ان التلف الذي يحصل للدماغ يؤثر على ألياف الاعصاب التي توصل الاشارات فلا توصل السيالة العصبية بشكل سليم وبالتالي تتلف الاماكن المسؤولة عن الذاكرة في الدماغ.
وأوضح انه عندما يصاب الانسان بالزهايمر فان خلايا دماغه تتقلص وتنكمش وتضمر في الاماكن المسؤولة عن الذاكرة والادراك والتفكير واتخاذ القرار.
وذكر ان للمرض اسبابا وراثية حيث لوحظ ان فرصة الاصابة بالزهايمر تتضاعف عند الاشخاص الذين اصيب احد اقاربهم بخرف الشيخوخة مقارنة بغيرهم من الاشخاص.
وأوضح ان العلماء استدلوا استدلالا كبيرا على ان اصابات الرأس القوية تزيد من احتمال الاصابة بالزهايمر كما بينوا ان اصابة الشخص بأمراض تؤثر على اوعيته الدموية في المخ ممكن ان يؤدي للاصابة بالزهايمر ايضا.
ولاحظ الدكتور العوضي ان العوامل التي تزيد من خطر الاصابة بأمراض القلب تتشابه مع تلك التي تزيد من مخاطر الاصابة بمرض الزهايمر ومنها ارتفاع ضغط الدم وفرط الكوليسترول في الدم ومرض السكري غير المتوازن.
وقال ان مريض الزهايمر يعاني في المراحل الاولى من اصابته بالخرف بسبب نسيان الكثير من الامور الهامة التي يقوم او يجب ان يقوم بها ولا يستدرك الوقت ولا يتذكر احداث الماضي القريب كما يميل الى الانطواء والعزلة وينطق جملا غير مفهومة.
واضاف ان المشكلة لدى المصاب تتفاقم مع مرور الوقت فيعجز في المرحلة الثانية عن استخدام يديه في الامور الدقيقة كما يجد صعوبة في فهم الكلام ما يؤدي الى غضبه واحساسه بالاحباط ويحتاج في هذه المرحلة الى من يساعده في حركته.
وفي المرحلة الثالثة من المرض بحسب الدكتور العوضي يعجز المريض عن التحكم بأعضائه وخاصة الجهاز التناسلي وهي اصعب مرحلة بمر بها مريض الزهايمر حيث لا يستطيع القيام بشيء الا بمساعدة الاخرين وقد يصاب المريض بالاكتئاب خصوصا في المراحل المبكرة مشيرا الى انه من علامات الاكتئاب الانعزال وقلة تعابير الوجه ونقص التركيز وقلة الشهية وتفضيل النوم في النهار عن الليل.
وأشار الى أمور مهمة يجب أن يعرفها اهل المريض منها أن الفراغ يؤثر على نفسيته ويساهم في تفاقم مشكلته لذا يجب اشغال المريض دائما بالأعمال اليدوية التي تسعده او الامور التي يفضل القيام بها ما يؤدي الى رفع معنوياته وتحسين نفسيته بشكل كبير.
ولفت في المقابل الى أمور تعمل على سعادته والتقليل من اثار المرض على الدماغ منها ممارسة الرياضة ومشاهدة التلفاز والقراءة وجلوسه بجانب ابنائه واقاربه والحديث معهم والخروج معهم الى اماكن يحب زيارتها عادة.
ودعا الدكتور العوضي الى وجوب عدم تجريح مريض بأفعاله او كلامه او حتى تنبيهه على خطئه في تكرار الكلام او كثرة الاسئلة او النسيان لان ذلك يصيبه بالاحباط ويتعب نفسيته خاصة في المراحل الاولى من المرض حيث يدرك الخطأ الذي قام به بعد فترة بسيطة.
وذكر أن مرض الزهايمر قد يؤدي الى مشاكل طبية عدة ابرزها الاصابة بتلوثات في المسالك البولية بسبب عدم سيطرة المريض على نفسه واذا لم تعالج تلك التلوثات فقد تتفاقم وتؤدي بالنهاية الى الموت وقد يعاني المصابون بالزهايمر التهابا رئويا نتيجة صعوبة بلع الطعام والشراب وخاصة عن دخول تلك المواد في المجرى الهوائي والرئتين.
وللوقاية من الاصابة بالمرض نصح الدكتور العوضي الجميع بالمواظبة على ممارسة الرياضة وتدريب الدماغ بشكل دائم وخاصة عند التقدم بالسن عن طريق القراءة واللعب التي تحتاج الى ادراك والتحليل عقلي.