حدائق مخيفة!
الرسالة التالية للاخت الفاضلة نبيلة الخليل رئيسة مجلس الادارة المديرة العامة للهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية: … سعدت بتصريحك اثر قيامك بجولة تفقدية في عدة مناطق للوقوف على سير العمل وتنفيذ المشاريع في اطار خطة التخضير والتجميل للموسم الحالي، وتعجبت منه في الوقت نفسه.
تفضلت وقلت ان تطورا كبيرا للزراعة التجميلية سنشهده قريباً، حيث ستشهد مختلف مناطق البلاد في الفترة المقبلة تطورا كبيرا في اعمال الزراعة التجميلية التي تشمل عدداً من الحدائق العامة وزراعة مجموعات من الاشجار والنباتات المنوعة التي لها تأثيرات ايجابية في اعمال التخضير والتجميل واهميتها لتحسين البيئة.
وكم سعدت بتصريحك ان نقلة في المشاريع القائمة والمقبلة في مختلف المواقع، والتي تشمل الدوارات والطرق السريعة وجوانب الجسور.
ما تفضلت به كلام رائع، ولكن يا حبذا اختي الفاضلة لو سمعت رأيك حول الحدائق التي سورت وبدأ العمل بها في قطع مختلفة بمناطق الزهراء والسلام والمناطق القريبة منذ سنوات.. وتم بناء الابنية اللازمة تمهيدا لزراعتها، وطار اهل تلك المناطق فرحا بانتظار الحدائق الغناء التي ستكون ملجأهم واطفالهم، ولكنها كانت مشاريع مع وقف التنفيذ.. قتلت الاحلام.
توقف المشهد في هذه الحدائق منذ سنوات ولم تزرع فيها نبته واحدة، حتى ان النخيل الذي تمت زراعته في بداية هذه المشاريع نشف وماتت اشجاره واقفة في منظر كئيب، وتحولت هذه الحدائق الى اطلال مظلمة مخيفة والى مكان لتراكم الغبار والاتربة والاوساخ.
في اطار مخطط هذه الحدائق هناك ملاعب تتنظر الاطفال والشباب لقضاء امتع الاوقات فيها بصحبة الاصدقاء والاهل.. في دلالة على ان هذه الاطلال لم تطأها قدم مسؤول في هيئة الزراعة، ولم يتفضل احد منهم باي زيارات تفقدية لعل وعسى نعرف سبب هذا الشلل والجمود في التنفيذ.
اتمنى من كل قلبي اختي الفاضلة نبيلة ان تقومي بزيارة ميدانية لهذه الاطلال وتحركي الساكن، لعل وعسى ابناء تلك المناطق واهلها يعيدون الامل في ما كان مقررا ان يكون حدائق غناء باشجار جميلة وافرة الظل وملاعب تحتضن الشباب والاطفال.. ومساحات خضراء للاهالي وممرات جميلة لممارسة رياضة المشي تنفيسا لضغوط العمل والحياة.
من المؤسف حقا ان تقام مشاريع جديدة للحدائق فيما هناك حدائق جاهزة للزراعة واعادة الروح لها، لتكون باستقبال اهالي المنطقة، خصوصا مع بداية تحسن الطقس.
* * *
كم افتقدنا منظر الازهار التي كانت تزين بعض الطرق والشوارع الرئيسية التي كسيت بالحصى الابيض وغطيت بالحشيش الاصطناعي في مشهد صامت لا روح فيه ولا جمال، علما بأن ارضنا احوج ما تكون للرطوبة حتى تساهم بدورها في تلطيف الاجواء.. كما ان الاكثار من النوافير في الدوارات والتقاء الشوارع يساهم هو ايضا في تلطيف الاجواء وتخفيف الحرارة، اضافة للمنظر الجميل الذي تضفيه على المكان.
وبانتظار الاخبار السارة منك اختي الفاضلة مديرة عامة الهيئة.
إقبال الأحمد
iqbalalahmed0@yahoo.com
“القبس”