إيبولا وداعش استنفرا العالم..
باسل الجاسر
يفتخر الدواعش والمتعاطفون معهم بأن العالم يستنفر بجميع قواه خوفا منهم والمؤسف أن مثل هذا المنطق المتخلف يمر ويفوت على بعض السذج وقد يكون سببا ليتعاطفوا معهم بل وليدخلوا في تنظيمهم المتخلف.
والحقيقة ان الفكر والممارسات الداعشية تمثل تحديا عظيما للإنسانية ومبادئ وقيم الديانات السماوية وعلى وجه الخصوص الشريعة الإسلامية السمحة التي يتمسحون بها وهم يسيئون لها اكبر واعظم إساءة، فرسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم عندما شاهد احدهم يسن السكين أمام الدابة ليذبحها صرخ في وجهه ووبخه «أتريد أن تذبحها مرتين» أي يرعبها بسن السكين وبعدها بذبحها، فنهى صلى الله عليه وسلم عن هذا الفعل كما نهى عن ذبح الدابة أمام دابة أخرى، والدواعش يذبحون الإنسان ويصورونه ليشاهد جريمة الذبح أهله وذووه والعالم؟ وبعدها يقولون إسلام ولا حول ولا قوة إلا بالله.
هذه الممارسات الشنيعة جعلت العالم يتداعى فزعا من تمدد وتعملق هذه الظاهرة الوحشية لوقفها وتخليص العالم من جرائمها الوحشية.. بالضبط كما هو حال فيروس ايبولا الفتاك وهو مرض خطير انتشر في ثلاث دول أفريقية وقتل خلال شهر اكثر من 2500 إنسان فتداعى العالم ليتصدى لهذا المرض لمنع انتشاره، فاستنفرت المعامل الطبية لإنتاج الأمصال العلاجية القاتلة لهذا الفيروس الخطير.
إذن عندما يستشعر العالم خطرا يتهدد الإنسانية فمن الطبيعي أن يتداعى العالم ويتعاون ليتصدى للخطر الداهم.. وكما فعل العالم تجاه داعش التي تذبح الإنسان وتفجر المفخخات بالجموع البشرية وتقتل الأطفال والنساء والكهول دون تمييز وتستعبد البشر.. تداعى ايضا لمواجهة فيروس ايبولا القاتل، وعليه لا يجوز ولا يحق للدواعش أن يجعلوا من اتحاد العالم لمواجهة جرائمهم مصدر فخر، بل إن حالهم هو حال الفيروس ايبولا وإن كان كائنا خلقه العزيز القدير فإن الدواعش أيضا صناعته جل وعلا إلا أنه سبحانه دعا الإنسان وخصوصا المسلم للتصدي لهذه الكائنات وتخليص البشرية منهم ومن شرورهم.. فهل من مدكر؟
baselaljaser@hotmail.com
baselaljaser@
“الانباء”