اتفاق بين الرئيس اليمني والحوثيين بعد سقوط صنعاء
وقع المتمردون الحوثيون الشيعة الاحد مع باقي الاحزاب السياسية اليمنية اتفاقا برعاية الامم المتحدة للسلام وبحضور رئيس الجمهورية، وذلك بعد ساعات من سيطرتهم على معظم المقار العسكرية والسياسية في صنعاء، بحسب ما أفادت وكالة الانباء الرسمية.
وذكرت الوكالة انه “جرى مساء الاحد في دار الرئاسة وبحضور الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية ومساعد أمين عام الأمم المتحدة ومستشاره الخاص لشؤون اليمن جمال بن عمر وممثلي الأطراف السياسية بمن فيهم انصار الله(الحوثيون) التوقيع على اتفاق السلم والشراكة الوطنية بناء على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني”.
وقال مستشار للرئيس اليمني إن الاتفاق يقضي باستقالة الحكومة وتشكيل أخرى جديدة، مع وقف إطلاق النار في العاصمة.
وجاء ذلك بعد أن سيطر الحوثيون، اليوم الأحد، على مقر رئاسة الوزراء والإذاعة ومقار عسكرية في صنعاء.
كما أحكم الحوثيون قبضتهم على مقر البرلمان اليمني دون مقاومة، ومقر البنك المركزي، ومقر الهيئة العامة للطيران المدني والإرصاد، ويقتربون من اقتحام مقر وزارة الدفاع اليمنية الذي تدور حوله معارك عنيفة.
وسقط أيضا مقر التوجيه المعنوي التابع لوزارة الدفاع في أيدي الحوثيين.
ودعت قيادة الجيش، الوحدات العسكرية في العاصمة للثبات في مواقعها.
وفي المقابل، أكد شهود عيان ومصادر سياسية أن عددا كبيرا من المقار العسكرية والسياسية التي سيطر عليها الحوثيون لم تشهد أي مقاومة من جانب الجيش.
وأشارت مصادر متطابقة الى أن الحوثيين سيطروا على مقر الفرقة السادسة ومقر القيادة العامة للقوات المسلحة بعد حصول مواجهات بالأسلحة.
وأكد الحوثيون السيطرة على مقر الفرقة الأولى مدرع (سابقا)، أي مقر اللواء علي محسن الأحمر الذي يبدو أنه تمكن من الفرار، وهو من ألد أعداء الحوثيين.
وشددوا على التطهير الكامل والكلي لمقر الفرقة الأولى مدرع المنحلة، وأعلنوا اللواء الأحمر مطلوبا للعدالة.
ولا يزال الحوثيون يحاصرون مبدئيا جامعة الإيمان معقل رجل الدين السلفي عبدالمجيد الزنداني، وهو أيضا من أبرز أعداء الحوثيين.
كما استولى الحوثيون على كميات كبيرة من الأسلحة من مقر الفرقة الرابعة في وسط صنعاء.
وقال الناطق باسم جماعة الحوثي، محمد عبدالسلام، إن مؤسسات الدولة والمباني الحكومية والمقرات العسكرية والمدنية والسياسية التي تم الاستيلاء عليها هي ملك للشعب اليمني.
ودعا المتحدث الجميع في منشور له على فيسبوك الجميع بعدم المساس بها أو التعرض لها وقال: “نحن على تواصل مستمر مع الجهات المعنية للقيام بواجبها في حماية هذه المنشآت، وبما أن اللجان الشعبية لن تألوا جهدا في التعاون مع الجميع في حماية هذه المؤسسات، فإننا نأمل من كل المواطنين التعاون مع اللجان الشعبية في حماية المؤسسات الرسمية والعامة من أي عبث أو نهب أو عدون”.
وتأتي هذه التطورات بالرغم من وصول اثنين من ممثلي التمرد الحوثي الى القصر الجمهوري في صنعاء بعد إعلان المبعوث الأممي التوصل الى اتفاق سياسي سيتم توقيعه.
ومن ناحية أخرى، اجتمع الرئيس اليمني في وقت سابق اليوم الأحد مع المبعوث الدولي لليمن، جمال بن عمر، لبحث التطورات المتسارعة.
وكان المبعوث الأممي إلى اليمن أعلن أنه بعد مشاورات مكثفة مع جميع الأطراف السياسية اليمنية، تم التوصل إلى اتفاق لحل الأزمة الحالية في اليمن بناء على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني.
وأضاف بن عمر في بيان له أن التحضير جار لترتيبات التوقيع، مشيراً إلى أن الاتفاق سيشكل وثيقة وطنية تدفع بمسيرة التغيير السلمي، وترسخ مبدأ الشراكة الوطنية والأمن والاستقرار في البلاد، مبدياً أسفه لاستمرار إراقة الدماء، خصوصاً بعد التوافق على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني.
وأكد بن عمر أن الوقت حان الآن لتجاوز المصالح الضيقة، وتغليب المصلحة العليا، والعمل بمسؤولية على تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، وبناء الدولة الجديدة التي توافق عليها اليمنيون.
ويأتي هذا الإعلان إثر فرض اللجنة الأمنية العليا التي يرأسها الرئيس اليمني هادي حظر تجول ليلي في 4 أحياء شمال غرب صنعاء حيث تدور معارك بين مسلحين حوثيين ومقاتلين مدعومين من الجيش.
ولجأت السلطات إلى حظر التجول إثر اشتداد المعارك بين متمردي جماعة “أنصار الله” الشيعية ومسلحي حزب “الإصلاح” السني التي أوقعت عشرات القتلى منذ الخميس من الجانبين، إضافة إلى 22 مدنياً على الأقل.
وأدت أعمال العنف أيضاً إلى تعليق الرحلات الجوية الدولية في مطار صنعاء وغلق المدارس وأكبر أسواق العاصمة، وإلى شبه شلل تام في صنعاء.
وتوقف بث برامج القنوات العامة الثلاث التي يقع مقرها في منطقة المعارك شمال صنعاء لأكثر من ساعة قبل أن تعود للبث مساء السبت.
وكانت جماعة “أنصار الله” أعلنت أنها تمكنت من السيطرة مساء السبت على مبنى التلفزيون اليمني والمواقع العسكرية المحيطة به، كما سيطرت على معظم الأحياء، منها جامعة الإيمان وموقع معسكر الفرقة الأولى مدرع سابقاً.
وكان الرئيس اليمني وصف هجوم الحوثيين في صنعاء بأنه “محاولة انقلاب”.