ترحيب عربي ودولي بـ”اتفاق السلام” اليمني
وقعت الرئاسة اليمنية وجماعة أنصار الله “الحوثيين”، مساء أمس الإثنين، اتفاقا لإنهاء الأزمة السياسية في اليمن، بحضور المبعوث الأممي والقوى السياسية.
وتتضمن بنود الاتفاق الذي وقع في دار الرئاسة جنوبي العاصمة صنعاء، بحضور المبعوث الأممي لليمن جمال بنعمر، وكافة القوى السياسية، تشكيل حكومة خلال 3 أيام، على أن يسمي الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي رئيس الحكومة “كشخصية وطنية غير منتمي لحزب سياسي”، كما يتضمن الاتفاق تخفيض أسعار المواد البترولية، تعيين مستشارا للرئيس من الحوثيين ومن الحراك الجنوبي الذي يطالب بعض أعضاءه بالانفصال، ويتضمن أيضا إزالة خيام الاعتصام التي نصبها الحوثيين في صنعاء.
وانتشر المتمردون الحوثيون، أمس الإثنين، حول المباني الحكومية والمراكز العسكرية التي سيطروا عليها في صنعاء، غداة توقيع اتفاق سلام برعاية الأمم المتحدة.
وقف العنف
ومن جانبه اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار في اليمن “خطوة ايجابية” للدولة.
وقال المتحدث باسم الأمين العام في بيان إن “الأمين العام يتطلع إلى أن يطبق الاتفاق بشكل كامل دون تأخير”، داعيا القادة السياسيين في اليمن إلى ضمان وقف قواتهم كافة أعمال العنف والانسحاب من الصراع.
كما رحب المجلس الوزاري لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، بالاتفاق الذي تم التوصل إليه في اليمن، لإنهاء الأزمة السياسية في البلاد، داعياً كافة الأطراف إلى تغليب المصلحة الوطنية.
جاء هذا في بيان أصدره المجلس عقب اجتماعه الذي عقد في نيويورك، أمس الأحد، ونشرته عدد من وكالات الأنباء الخليجية، الإثنين، وأكد فيه دعمه للرئيس اليمني عبده ربه منصور هادي.
وفي الوقت الذي أعرب فيه المجلس عن “أسفه العميق وقلقه البالغ من الأحداث الأخيرة في الجمهورية اليمنية الشقيقة”، رحب بالاتفاق الذي تم التوصل إليه، متمنياً أن “يؤدي هذا إلى وقف العنف وتعزيز أمن اليمن واستقراره”.
كما أعرب عن أمله “في أن يتجاوز اليمن هذه المرحلة الدقيقة من تاريخه”.
وأشار المجلس إلى “وقوفه مع اليمن ودعمه لهادي، ولجهوده في الحفاظ على الشرعية وحقن الدماء”.
ودعا كافة الأطراف إلى تغليب المصلحة الوطنية، وتجنب الإثارة والتحريض، والتمسك بنهج سياسي يجنب اليمن الانزلاق إلى حالة من الفوضى والعنف تهدد أمن اليمن واستقراره ووحدته”.
وطالب المجلس “بالعمل على استكمال تنفيذ مخرجات الحوار الوطني، وتعزيز العملية السياسية التي جعلت اليمن نموذجاً يشار إليه لحل الخلافات سلمياً”.
وثيقة هامة
وفي نفس السياق أكد المبعوث الأممي لليمن جمال بن عمر، في بيان له نقلته وكالة الأنباء اليمنية “سبأ” “أن هذا الاتفاق يعد وثيقة مهمة بين كل القوى السياسية مبنية على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل بهدف إيقاف الصراع في اليمن والعمل معاً يداً بيد من أجل يمن ديمقراطي يسعى بخطى إيجابية نحو الاستقرار السياسي و السلم في اليمن”.. مشددا على أهمية أن يتم العمل على تنفيذ هذا الاتفاق الذي تم التوقيع عليه بشكل كامل بدون تأخير والالتزام به.
كما شدد المبعوث الدولي مرة أخرى على ضرورة الوقف الفوري للاقتتال وإطلاق النار، مشيرا إلى أن الأمم المتحدة تتطلع لاستمرار التعاون بين الرئيس عبد ربه منصور هادي والقادة السياسيين في بناء يمن جديد ديمقراطي مبني على الشراكة الوطنية ويحقق تطلعات الشعب.
ووقع ممثلون عن أنصار الله اتفاق السلام الذي ينص بين أمور أخرى على تشكيل حكومة جديدة إلا أنهم في المقابل رفضوا التوقيع على الملحق الأمني للاتفاق.
وقال المتحدث باسم أنصار الله، محمد عبد السلام، للتلفزيون مساء الأحد، إن الحركة لن توقع الملحق الأمني ما لم تقدم السلطات في صنعاء اعتذارا على مقتل مؤيدين للمتمردين خلال محاولة للهجوم على مقر الحكومة مطلع سبتمبر الحالي.