“داعش” و”إيبولا” تسيطران على الدورة الـ69 للأمم المتحدة
انطلقت في مقر الأمم المتحدة، يوم الثلاثاء الماضي، أعمال الدورة الجديدة الـ69 للجمعية العامة للأمم المتحدة، لمناقشة نحو 170 موضوعا من قضايا الأمن الدولي ومكافحة الإرهاب إلى حالة الشعوب الأصلية، ومسألة تعدد اللغات في المجتمع، وتنتهي في اليوم الأول من الشهر المقبل.
وتبدأ غدا الثلاثاء، اجتماعات الدورة بمقر المنظمة بنيويورك، وتستمر أعمالها حتى الأول من أكتوبر القادم.
ويرأس الجمعية سام كاهامبا كوتيسا، القانوني ورجل الأعمال من أوغندا ووزير خارجيتها سابقا، ومن بين القضايا التي أشار كوتيسا إلى أهميتها إصلاح مجلس الأمن الدولي عبر المفاوضات بين الحكومات، ومنع حدوث نزاعات وتسوية سلمية للخلافات.
ويشارك في أعمال الدورة رؤساء 90 دولة تقريبا، و50 رئيس وزراء أو نائب رئيس وزراء، وأكثر من 40 وزير خارجية.
ويتوقع أن يشارك الرئيس الأمريكي في المناقشة السياسية العامة، كما يشارك في أعمال الدورة للمرة الأولى الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو، الذي سيلقي كلمته في 25 سبتمبر.
صراعات خطيرة
ومن أهم القضايا التي تسيطر على اجتماعات الدورة الـ69 للجمعية العامة للأمم المتحدة، العنف الذي يرتكبه متشددو تنظيم “الدولة الإسلامية” في العراق وسوريا، والزيادة الهائلة في تفشي الإصابة بفيروس إيبولا في أفريقيا، وجمود المفاوضات بشأن البرنامج النووي الإيراني، والوساطة الدولية بين إسرائيل وفلسطين.
ولا يوجد أمل يذكر في أن الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تضم 193 عضوا ستحقق إنجازات معتبرة في اجتماعها السنوي ويضم كما كبيرا من الخطب، ولكن على هامش الاجتماعات يعتزم مسؤولون أمريكيون حشد دعم حلفائهم لإرسال مساعدات عسكرية ملموسة للمساعدة في إلحاق الهزيمة بتنظيم “الدولة الإسلامية” الذي احتل مساحات كبيرة من الأراضي العراقية والسورية.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، إن أكثر من 140 رئيس دولة أو حكومة يحضرون “النقاش العام” الذي يجرى سنويا في الجمعية العامة التي تنتهي في 30 سبتمبر، وأشار إلى عدد كبير من الصراعات الخطيرة: في الشرق الأوسط وفي أفريقيا وفي أوكرانيا.
وأضاف “جميعها شهدت هجمات فظيعة على مدنيين بينهم أطفال.. كلها تنطوي على أبعاد طائفية أو عرقية أو قبلية خطيرة، وشهدنا كثير منها انقسامات في صفوف المجتمع المدني نفسه بشأن الموقف إزاءها”.
ويقول مسؤولون في الأمم المتحدة، ومندوبون في وفود، إن القضية الأولى بالنسبة للقادة الغربيين والعرب هي عنف متشددي تنظيم “الدولة الإسلامية” التي تلقى عليها المسؤولية في موجة من أعمال العنف الطائفية وضرب الأعناق وذبح المدنيين.
ومن المتوقع أن يستغل الرئيس الأمريكي باراك أوباما وجوده على المنصة، بعد غد الأربعاء المقبال، كي يدعو مزيدا من الدول للانضمام إلى تحالف يضم أكثر من 40 دولة للتصدي “للدولة الإسلامية” ومنعها من توسيع نطاق سيطرتها، وشنت الولايات المتحدة ضربات جوية على أهداف تابعة “للدولة الإسلامية” في الأراضي العراقية خلال الشهر المنصرم، ولكنها لم تفعل الشيء ذاته في الأراضي السورية.
وكان أوباما قد رأس قمة في مجلس الأمن في عام 2009 موضوعها التخلص من الأسلحة النووية.
علاوة على الكلمات التي يلقيها أوباما وروحاني وغيرهما من القادة البارزين، فإن من بين الحاضرين الذين يظهرون في الجمعية العامة للأمم المتحدة للمرة الأولى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي سيلقي كلمته غدا الثلاثاء، ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي.
تفشي الإيبولا
وستبحث الدول الأعضاء في الأمم المتحدة أيضا أزمة تفشي مرض إيبولا في غرب أفريقيا، وسيحضر أوباما وغيره من الزعماء اجتماعا رفيع المستوى بشأن المرض الذي تفشى في ليبيريا وسيراليون وغيرهما من دول المنطقة.
وكان من المقرر أن تلقي رئيسة ليبيريا إيلين جونسون، كلمة في الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الأسبوع، ولكنها ألغت رحلتها إلى نيويورك بسبب أزمة الإيبولا.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، قد دعا خلال إحدى الجلسات، المجتمع الدولي إلى “العمل بطريقة غير تقليدية وكسر الحواجز من أجل السيطرة على أزمة مرض إيبولا” فيما طرحت السعودية برنامجا للكشف عن الفيروس قبل موسم الحج.
وأَوضح “سيكون للبعثة 5 أولويات أولا وقف الوباء ثانيا علاج المصابين ثالثا توفير الخدمات الأساسية رابعا الحفاظ على الاستقرار وخامسا منع انتشار المرض في الدول غير المتضررة به”.
وستعقد أيضا اجتماعات رفيعة المستوى بشأن الصراعات في سوريا وليبيا وجنوب السودان وأوكرانيا وأفريقيا الوسطى ومالي والصراع الفلسطيني الإسرائيلي والحرب التي تشنها الأمم المتحدة على الفقر.