عربي و دولي

مفاوضات فلسطينية – إسرائيلية في القاهرة لتثبيت التهدئة

تفتتح غداً في القاهرة، بعد طول تأجيل جولة المفاوضات التي تقررت في اتفاق وقف النار الذي أنهى حرب الخمسين يوماً بين إسرائيل والفلسطينيين في قطاع غزة.

 

وقضى اتفاق وقف النار بأن تجري مفاوضات بين الطرفين برعاية مصرية خلال شهر لترسيخ وقف النار وبحث مواضيع إعادة إعمار القطاع، ومطلب إسرائيل بتجريده من السلاح.

 

وأكدت مصادر إسرائيل أن وفداً إسرائيلياً سيصل إلى القاهرة في غضون الساعات القريبة للمشاركة في المفاوضات.

 

ومن الواضح أن جولة المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية في القاهرة هي ليوم واحد، ما يجعلها أقرب إلى الإجرائية والشكلية منها إلى المفاوضات الفعلية.

 

فإسرائيل تدخل ابتداء من يوم الخميس المقبل فترة الأعياد التي تنتهي تقريباً بـ”يوم الغفران”، ما يعني أنه لن تجري هناك مفاوضات طوال الأسبوع المقبل.

 

مفاوضات شكلية

 

لكن استعداد الطرفين، وخصوصاً الإسرائيلي للذهاب إلى جولة المفاوضات هذه لا ينبع فقط من التزام ولو متأخر بالمهلة المقررة في اتفاق وقف النار، وإنما أيضاً بسبب الخشية من سوء الفهم.

 

وكانت ترددت تفسيرات وتهديدات فلسطينية وتقديرات إسرائيلية بأن مهلة الشهر التي حددها اتفاق وقف النار والتي تنتهي في 27 أيلول الحالي، قد تشهد عودة إلى إطلاق النار.

 

ومن جانبه أعلن جمال الشوبكى، سفير فلسطين بالقاهرة، ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية، أن الاجتماع الخاص بالمصالحة الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس برعاية مصر سيعقد اليوم بدلا من الأمس، والذي كان محددا من قبل، وذلك نظرا لتأخر وصول بعض الشخصيات المشاركة فيه من الجانبين.

 

وقال في تصريح لـ”الشرق” إن عزام الأحمد رئيس كتلة فتح في المجلس التشريعي سيرأس وفد الحركة، بينما يرأس وفد حماس موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي للحركة

 

ولفت الشوبكي إلى أن الاجتماع سيركز على استعادة الزخم لاتفاق المصالحة الوطنية خاصة على صعيد بسط سلطة حكومة التوافق الوطني لتمارس صلاحياتها على مختلف الأراضي الفلسطينية، بما فيها المعابر والحدود وداخل قطاع غزة، موضحا أن ميزة هذه الحكومة تكمن في أنها لا تضم وزراء لا من حركة فتح أو حركة حماس، ومهمتها الرئيسية تتمثل في إعادة إعمار غزة، والـتحضير للانتخابات الرئاسية والبرلمانية، والتي كان من المقرر أن تنظم بعد 6 أشهر من تشكيل الحكومة، ولكن نظرا لتداعيات العدوان الإسرائيلي على غزة، والذي استمر أكثر من 50يوما سيتم النظر في تحديد موعد جديد لإجرائها.

 

تعنت إسرائيلي

 

ومن المقرر أن تستضيف القاهرة جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، برعاية جهاز المخابرات المصري، وذلك لوضع أسس اتفاق نهائي لوقف إطلاق دائم بقطاع غزة، تمهيدا لإجراء مفاوضات موسعة في أعقاب عيد الأضحى المبارك.

 

وقال السفير رخا حسن، عضو المجلس القومي للشؤون الخارجية، إن أحد أسباب فشل المفاوضات السابقة هو تعنت الجانب الإسرائيلي في المطالب.

 

وأضاف، أن سبب ذلك أن من يتقلد وزارة الخارجية الإسرائيلية هو “إيفيجدور ليبرمان” وهو يميني متطرف؛ فالجانب الإسرائيلي -حسب رأيه-يلعب على عامل الوقت ويدرس رد الفعل جيدًا.

 

وأردف قائلا: إسرائيل تتبعت موقف حماس من المبادرة المصرية وحين وجدتها ترفض المبادرة استغلت هذا في إفشال المفاوضات كي ” تدك ” غزة، مطالبًا حماس بألّا تتعجل هي الأخرى في تنفيذ كافة المطالب في وقت واحد.

 

وأعلنت وزارة الخارجية المصرية، أمس الأحد، عن استضافة القاهرة اليوم، للاجتماع بين الحركتين في إطار عملية المصالحة ومعالجة الموضوعات التي تحول دون تنسيق المواقف استعداداً لجولة المفاوضات غير المباشرة، والمقرر أن تبدأ أولى جولاتها الاستكشافية يوم غد الثلاثاء، على أن تبدأ رسميا بعد غد الأربعاء، من أجل التوصل إلى تفاهمات واتفاقيات دائمة حول القضايا والموضوعات المطروحة من الجانبين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.