
سمو الرئيس.. أوقف التنمية
باسل الجاسر
إعلان الحكومة فشل خطة التنمية كان إعلانا جريئا يستحق الإشادة، كما أن إعلان سبب فشل الخطة الذي أرجعته الحكومة إلى البيروقراطية الحكومية كان تشخيصا للمشكلة يستحق الإشادة أيضا.. رغم أنني أراه أحد أتفه أسباب فشل الخطة، فهناك أسباب أخرى أهم، منها على سبيل المثال لا الحصر، الرؤية والتنفيع وفقدان الشفافية وغيرها.. ورغم ذلك سأذهب مع تشخيص الحكومة الذي حصرت فيه أسباب فشل الخطة الماضية في البيروقراطية الحكومية.
والسؤال الذي يفرض نفسه اتجاه فشل خطة تنمية وطن يتوق إليها أهل الكويت ويتحسرون على عدم تنمية وطنهم، هو: ماذا فعلت الحكومة لمواجهة سبب إعاقة تنمية وطننا العزيز وهي البيروقراطية الحكومية؟ وما خطة الحكومة للقضاء على بيروقراطيتها؟ المؤسف ان إعلان الحكومة خلا تماما من أي حلول لمعضلة بيروقراطيتها، إلا أنها أعلنت عن ضخ 100 مليار دولار من جديد في خطة تنموية جديدة تتهيأ الحكومة لتقديمها لمجلس الأمة مرة أخرى، في ظل استمرارية وجود سبب فشل الخطة السابقة بما يعني أن الخطة الجديدة أم الـ 100 مليار ستفشل لا محالة، وسيضيع وقت الكويت وأهلها سدى، ناهيك عن أموالها لننتهي إلى ذات النتيجة من جديد وهي فشل الخطة بسبب بيروقراطية الأجهزة الحكومية.
والحقيقة ان الخطة التنموية، أي خطة تنموية لأي بلد من أهم متطلبات نجاحها وجود رؤية وأهداف واضحة المعالم، وتحديد دقيق لمتطلبات الحاضر والمستقبل القريب والبعيد وفريق عمل متجانس ومترابط ومتعاون، هذا بالإضافة الى الشفافية وتقديم المصلحة العامة وجعلها اساس العمل بعيدا عن التنفيع على حساب الوطن، وهذه العناصر غير متوافرة لدى الحكومة للأسف الشديد وزادت عليها الحكومة بإعلانها بيروقراطيتها، لذلك فإنني أطالب سمو رئيس مجلس الوزراء بالتوقف عن ضخ الأموال ووضع الخطط إلى أن تتوافر متطلبات نجاح خطة التنمية الجديدة أو على الأقل حل معضلة البيروقراطية الحكومية التي أعلنت الحكومة عن أنها سبب فشل الخطة السابقة، فلا يعقل أن تقول الحكومة إن هناك حفرة كبرى بلعت خطتها السابقة وأموالها، ووقت الكويت وأهلها، وفي الوقت ذاته تعلن أنها بصدد إعداد خطة جديدة وتخصص لها أموالا جديدة والحفرة «البيروقراطية» مازالت موجودة وهي جاهزة لابتلاع الخطة الجديدة وأموالها ووقت الوطن فإن تتوقف التنمية وهي متوقفة فعلا أفضل من استنزاف المال العام وإهداره في خطط معلوم فشلها سلفا، فلننتظر بعض الوقت ونحمي المال العام إلى أن تأتي حكومة لديها القدرة على التنمية وإنهاء مشكلة البيروقراطية، وسيكون الاعتراف بالعجز موضع إشادة كبرى، فالاعتراف بالحقيقة فضيلة لا تدانيها فضيلة.
فهل من مدّكر؟
baselaljaser@hotmail.com
baselaljaser@
“الانباء”



