داعش واسكتلندا

بكل رقي، وفي خطوة تنطق بالسمو والتحضر، قرر الشعب الاسكتلندي عدم الانفصال كدولة مستقلة عن المملكة المتحدة، التي تضم بريطانيا واسكتلندا وويلز وايرلندا الشمالية.

جموع حملت لوحات ثابتة، لم تطبع ولم تكتب عليها سوى كلمات بسيطة تفيد بتأييد او رفض الانفصال، وبكل احترام خرج الشعب الاسكتلندي يرفعها ليعبّر عن رأيه، بعد ان طرح السؤال في استفتاء شعبي كامل، يحدد على اساسه مصير هذا الجزء العظيم من المملكة البريطانية.

لم يسب احدهم الثاني، ولم يشتم حزب الآخر، ولم تكفهر الوجوه، ولم تحرق الاطارات، ولم تعل الاصوات مهددة ومتوعدة بالويل والثبور اذا تقرر عكس ما يريدون.

بكل هدوء رفضت اغلبية الشعب الاسكتلندي انفصاله عن بريطانيا كما يطالب جزء منه، وهو ما اثبتته نتائج الاستفتاء الذي شارك فيه هذا الشعب للمرة الثالثة في حياته، وقالت الاغلبية (53 في المئة) كلمتها بعدم الرغبة بالانفصال، في حين صوت %46 بالموافقة.

وفي كل مرة يحترم الشعب الاسكتلندي ما تقوله الاغلبية من دون اي ضوضاء او فرض الرغبات بالقوة.

ما حصل في اسكتلندا صفعة قوية بوجهنا نحن العرب، الذين تفرض علينا ما ترغبه الاقلية من دون احترام للاغلبية، وهذا الفرض يتم بالقوة والشدة.

داعش وماعش.. يريد ان يفتح الدول العربية ويضمها تحت جناحه بقوة السيف والرصاص، ومن لا يعجبه ذلك، ولو بالرأي العفوي، فان رأسه سيعلق بعد نحره، وداره ستكون تاريخا ماضيا، والتهجير مصير من لا يعجبه ما يحصل، لانه لا يمت لداعش بصلة.

رضيتم ام ابيتم فأنتم تابعون لنا، بالرضا بالقهر بالعنف، انتم تحت سيطرتنا، كلمة «لا» لا محل لها عندنا، بل الاحرى ان موضوع الخيار لا يدخل في حضارتنا او قواميسنا، هذه هي فلسفة داعش وماعش.

اخجلتمونا شعب اسكتلندا، وسودتم وجوهنا بأخلاقكم وتقدمكم وقبولكم لرأي الاغلبية في تحديد المصير، شعاراتكم استصغرت شعاراتنا بكلماتها البسيطة المباشرة والنظيفة، فاسمحوا لنا بان نرفع لكم القبعة احتراما وتقديرا لرقيكم، ونعتذر لكم في الوقت نفسه عن الصور المهينة للانسانية التي اقتحمت حياتكم وفرضت على اعلامكم.. باسم الاسلام.

اقبال الأحمد

Iqbalalahmed0@yahoo.com

Iqbalalahmed0@gmail.com

“القبس”