“الصحة العالمية” تتوقع ارتفاع معدلات الاصابة بـ”ايبولا” الى 20 ألفا حتى مطلع نوفمبر المقبل
توقعت منظمة الصحة العالمية هنا اليوم ارتفاع معدلات الاصابة بفيروس (ايبولا) في منطقة غرب افريقيا الى عشرين الف مصاب مرجحة وصول حالات الوفاة الى عشرة آلاف حالة.
واقرت منظمة الصحةالعالمية في دراسة حديثة صادرة عنها بالتعاون مع كلية (امبريال كوليدج) في العاصمة البريطانية لندن بان “جميع التوقعات المتعلقة بانتشار فيروس (ايبولا) كانت مفرطة في التفاؤل اذ ينتشر الفيروس بمعدلات اسرع مما كان متوقعا”.
واوضحت الدراسة ان “معدل الاصابة الذي توقعته المنظمة في دراسة سابقة لها كان في حدود عشرين الف مصاب ولكن حتى نهاية هذا العام الا ان معدلات الاصابة بدأت تنتشر بوتيرة اسرع مما كان متوقعا اذ قضى سبعة اشخاص من بين كل عشرة مصابين نحبهم اي ما يعادل نسبة وفيات تصل الى 70 في المئة من بين المصابين”. واضافت الدراسة المنشورة في دورية (نيو انغلاند جورنال اوف ميدسين) الطبية المتخصصة ان وفاة 2800 مصاب بالفيروس تتركز حتى الآن في دول غينيا وليبيريا وسيراليون موضحة ان نسبة الاصابة والوفيات في هذه الدول تعتبر ثابتة.
وحذرت الدراسة من مغبة ان يؤدي التراخي في تعزيز تدابير الرقابة الخاصة بمنع انتشار الفيروس الى انتشاره بمعدلات اسرع مما هو عليه الآن في غرب افريقيا.
وقالت منظمة الصحة العالمية ان “أول اندلاع لهذا الفيروس لم يكن في 23 مارس 2014 مثلما تم تسجيله سابقا اذ كشفت التحقيقات ان بداية ظهور انتشاره تعود الى ديسمبر من عام 2013 وان عدد الحالات التي تم ابلاغها للمنظمة حتى منتصف شهر سبتمبر يصل الى ما مجموعه 4507 حالات”.
واكدت ان البيانات الواردة في هذه الدراسة تساعد في توضيح بعض التفاصيل حول طبيعة تعامل الدول مع المرض في مجالات الوقاية ورعاية المصابين ودفن الموتى وطرق اكتشاف المرض في مراحله الاولى والفرق بين معدلات الوفاة بين مرتادي المصحات الطبية ومن فضلوا البقاء في المنازل. وقالت الدراسة ان “انتشار الفيروس بتلك الوتيرة ليس بسبب خصائصه البيولوجية بل لان النظم المتبعة في التعامل مع المصابين والبنى التحتية الصحية في الدول المتضررة وجهود المكافحة غير كافية لوقف انتشاره”.
كما رصدت الدراسة تحديات التعامل مع هذا الفيروس في انها تتمحور حول عدم تطوير النظم الصحية في تلك الدول والنقص الكبير في العاملين الصحيين فضلا عن حركة المرور البرية الواسعة عبر الحدود بين الدول التي انتشر فيها الفيروس. ورات ان “تحسين التدابير الوقائية وتوفير مجال عزل المصابين بشكل كاف وزيادة نوعية الرعاية والقدرة على التدبير العلاجي السريري وزيادة المشاركة المجتمعية بدعم من الشركاء الدوليين يمكن ان تؤدي الى تحسين طرق مواجهة انتشار الفيروس”.
كما اوضحت ان “التعويل على العلاجات واللقاحات التجريبية ليس كافيا اذ من غير المرجح أن تكون تلك اللقاحات متاحة بالكميات اللازمة بعد عدة اشهر وحتى لو ثبت أنها آمنة وفعالة فان تحضير كميات منها سيحتاج الى وقت اطول”.
واكدت ان مخاطر استمرار التوسع في تفشي فيروس (ايبولا) حقيقية وان ما جاء بها من ادلة تدعو الى دق ناقوس الخطر لتوسيع نطاق وتكثيف اتخاذ تدابير الرقابة ودعم تطور سريع للأدوية واللقاحات ذات الصلة.