مقالات

الصلف الإخواني وقبول الحوثي

باسل الجاسر
حاول الإخوان المسلمون وحلفاؤهم جاهدين إضفاء الصفة الطائفية على الحرب الثأرية التي شنها عليهم الحوثيون في اليمن ولكنهم لم يفلحوا وفشلوا فشلا ذريعا إلى أن سقطوا سقوطا مروعا وفر قادتهم مذعورين من صنعاء.

فالحقيقة ان إخوان اليمن بقيادة عبدالمجيد الزنداني وذراعهم العسكرية المتمثلة في اللواء علي الأحمر قائد لواء الفرقة الأولى مدرع وحلفاءهم من القوى الإسلامية المتطرفة وفي مقدمتهم قاعدة اليمن.. ومنذ اندلاع الثورة وسقوط علي عبدالله صالح أخذوا في إقصاء القوى السياسية الأخرى وممارسة فنون التسلط عليها ومعاقبتها بذريعة علاقاتهم بالرئيس السابق رغم أنهم شاركوا في الثورة عليه، كما أن الإخوان كانوا من أهم حلفاء الرئيس السابق صالح حتى ما قبل الثورة بقليل.

وبما أن الجيش اليمني مفكك فلم يتمكن الرئيس اليمني الجديد عبدربه منصور من ردعهم خصوصا أنهم بموجب اتفاق عزل صالح منح الإخوان نصف مجلس الوزراء ورئيسه يدين لهم بالولاء والطاعة، وفي هذه الظروف لم تكن باليمن قوة تستطيع مواجهتهم سوى قوة الحوثيين وهي بلا شك فرقة ذات مرجعية شيعية ولكن ورغم الشحن الطائفي الذي مارسه الإخوان في اليمن، بل وأتباعهم بالخليج لتحويل المعركة بينهم وبين الحوثيين لمعركة طائفية، إلا أن أهل اليمن واكثرهم سنة كانوا سعداء بتصدي الحوثيين للإخوان وعندما بدأت المعركة كان اليمنيون يتمنون النصر للحوثيين، وهذا لم يكن لأسباب طائفية أو ما شابهها وإنما لأسباب تتعلق بحقوق سلبها الإخوان وإساءات تلقوها منهم ما جعل لسان حال اليمنيين ينطق بالقول نار الحوثي ولاجنة الإخوان، واليوم وبعد أن هزم الإخوان وفر وتوارى قادتهم فإن المطلوب من الحوثيين العمل على طمأنة أهل صنعاء والانسحاب بأسرع وقت ممكن من صنعاء وتوقيع الملحق الأمني لاتفاق المصالحة.

عموما ممارسات الإخوان في مصر وتونس واليمن هي من صنف واحد بالرغم من اختلاف الأشخاص ولكنها بالفعل تأتي من مشرب واحد وهي الغرور والصلف والانتقام والإساءة لكل القوى الموجودة على الساحة.. وهذا ما مارسوه في سورية التي جروها لحرب أهلية، وهو ما فعلوه في ليبيا لجرها إلى الحرب الأهلية لأنهم متشبثون بالسلطة فبعد ان فقدوها في صناديق الانتخاب يريدون أخذها عبر السلاح.. ولكن هيهات فالشعب الليبي متحد ومتماسك ضدهم وسيهزمهم بإذن العزيز القدير.

والخلاصة هي ضرورة ان تتنبه الشعوب لخطر حركة الإخوان الإرهابية التي أسست وأصلت المذهب التكفيري.. وهم الذين يتمسحون ويتذللون إلى أن يحصلوا على القوة اللازمة للانقضاض على السلطة في أي مكان وجدوا فيه وهذا ما فعلوه في غزة وها هم يفعلونه في ليبيا.. فهل من مدكر؟

baselaljaser@hotmail.com

baselaljaser@

“الانباء”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.