أسماء رؤساء دول تعرضوا لـ”محاكمة القرن”
يسدل الستار غدا السبت، على محاكمة القرن، كما يطلق عليها الإعلام المصري، التي يحاكم فيها الرئيس المصري السابق حسنى مبارك، والتي بدأت أولى جلساتها في 3 أغسطس عام 2011، حينما مثل الرئيس السابق في قفص الاتهام أمام محكمة مدنية بتهمة قتل المتظاهرين وعدد من قضايا الفساد، في سابقة هي الأولى من نوعها في مصر والعالم العربي.
و”محاكمة القرن” ليست مصرية بحتة أو حصريا لمبارك، فالمحاكمات الجديرة بحمل لقب محاكمة القرن كثيرة، ومنها محاكمة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، الذي انضم لقائمة القادة الذين حوكموا بتهمة ارتكاب جرائم بحق شعبهم.. فكانت “محاكمة القرن”، حيث تم اعتقاله في ديسمبر ٢٠٠٣، بعد احتلال أمريكا للعراق في عملية “الفجر الأحمر” للقوات الأمريكية، واتهم في 18 يوليو 2005 من قبل المحكمة الجنائية المختصة بالضلوع في “إبادة جماعية” لأهالي بلدة الدجيل 1989، ووجهت له تهمة قتل 148 شخصا، ونفذ فيه حكم الإعدام شنقا فجر يوم 30 ديسمبر 2006، الذي وافق يومها أول أيام عيد الأضحى.
كما كانت محاكمة رئيسة وزراء أوكرانيا السابقة، يوليا تيموشينكو، بتهمة ارتكاب جرائم فساد وكسب غير مشروع وشراء الغاز من روسيا بأسعار أعلى من معدلاتها العالمية، “محاكمة القرن”، وقد تم نقلها إلى المستشفى بسبب حالتها الصحية.
ومحاكمة الرئيس الأندونيسي الأسبق سوهارتو عام 2000 بتهمة استغلال النفوذ ونهب أموال الشعب بعد وضعه تحت الإقامة الجبرية كانت “محاكمة القرن”، إلا أن محاكمته تأجلت لتدهور صحته حتى 2006 ثم وافته المنية عام 2008.
وكانت أيضا محاكمة رئيس كوريا الجنوبية الأسبق، الجنرال شون دوهوان “محاكمة القرن”، إذ جاءت على إثر انقلاب عسكري في عام ١٩٧٩، استمرت من عام ١٩٨٠ إلي عام ١٩٨٨، وتم إعدامه في عام 1996 بتهمة قتل 200 شخص أثناء قمع مظاهرات شعبية.
محاكمة رئيس الفلبين الأسبق جوزيف سترادا بالفساد كانت “محاكمة القرن”، حيث أطاح به تمرد شعبي شارك فيه الجيش عام 2001، بعد أن فشلت محاولة إقالته، وحكم عليه بالسجن المؤبد لإدانته بالرشوة والفساد
كما أن محاكمة الرئيس الروماني الأسبق، نيكولاى تشاوشيسكو، أمام محكمة عسكرية عام 1989 كانت “محاكمة القرن”، وتهمته قتل متظاهرين في الثورة التي اندلعت ضد الفقر والتجويع والفساد، حاول تشاوشيسكو قمع المظاهرات، وعندما انضمت بعض وحدات الجيش للشعب، ظهر في خطاب شهير يستجدى الجماهير لكنه فشل فحاول الهرب هو وزوجتهـ واعتقلهما الثوار وتمت محاكمتهما محاكمة عسكرية سريعة استغرقت ساعتين، وانتهت بصدور حكم بإعدامهما رميا بالرصاص في يوم عيد الميلاد 25 ديسمبر 1989.
محاكمة الرئيس اليوغوسلافى السابق، سلوبودان ميلوسوفيتش كانت “محاكمة القرن”، ورغم الجرائم البشعة التي ارتكبها بحق مسلمي إقليم كوسوفو وإبادته عشرات الآلاف إلا أن القدر وحده أعفى سفاح أوروبا من الإعدام، حيث خضع بعد اعتقاله للمحاكمة في لاهاي بتهمة الإبادة الجماعية لمسلمي كوسوفا، وعثر عليه ميتا في سجنه يوم 11 مارس 2006 وسط شائعات بانتحاره.
كما أن محاكمة ديكتاتور تشيلى الأسبق، أوجستو بينوشيه، الذي حكم البلاد لمدة ١٧ عاما ما بين عامي 1973 و1990 كانت أيضا “محاكمة القرن”، حيث اتهم في عدد كبير من الجرائم بحق شعبه، لكنه توفى في 10 ديسمبر 2006 بسبب تدهور صحته.
محاكمة ألبرتو فوجيمورى الذي حكم بيرو من 1990 وحتى 2000، كانت “محاكمة القرن”، حيث ارتكب مجازر ضد المدنيين لسحق التمرد، وانهارت حكومته في عام 2000 وحكم عليه بالسجن 25 عاما.
ومحاكمة الجنرال مانويل نورييجا، الذي ظل يحظى بدعم أمريكي حتى تولى رئاسة بنما من أغسطس 1983 إلى يناير 1990، ثم أطيح به بعد غزو الولايات المتحدة لبلاده عام 1989، واستسلم للقوات الأمريكية في عام 1990، وكانت محاكمته “محاكمة القرن” وحكم عليه كأول رئيس أجنبي في الولايات المتحدة بالسجن 40 عاما بتهمة الاتجار في المخدرات والابتزاز وغسيل الأموال.
“محاكمات القرن” الإفريقية
وعلى الصعيد الأفريقي، كانت هناك العديد من “محاكمات القرن” لرؤساء سابقين من أشهرهم الرئيس الإثيوبي الأسبق منجستو هايلا ميريام، الذي واجه حكما بالسجن مدى الحياة في عام 2007 بتهمة ارتكاب جرائم إبادة خلال فترة حكمه التي عرفت باسم “الرعب الأحمر”، إثر انقلابه على الإمبراطور هيلاسلاسى عام 1974، حيث قاد البلاد بقبضة حديدية وانفرد بالحكم المطلق وأعدم رموز العهد السابق في عهده، وبلغ ضحاياه 100 ألف بسبب الترحيل القسري إلى أن قضت محكمة أخرى بإعدامه في 2008.
ومحاكمة موسى تراورى، الرئيس الأسبق لمالي، الذي أطيح به في عام 1991 خلال تمرد شعبي عنيف، بعد حكم استمر 23 عاما كانت “محاكمة القرن”، حيث حكم عليه بالإعدام مرتين لارتكابه جرائم سياسية عام 1993، وواجه حكما بالإعدام مع زوجته عن جرائم اقتصادية في 1999، لكنهما حصلا على عفو عام 2002.
ومن الرؤساء الأفارقة الذين خضعوا لمحاكمات دولية، الرئيس الليبيري السابق، تشارلز تايلور، الذي حكمت عليه المحكمة الجنائية الخاصة بسيراليون مؤخرا بالسجن 50 عاما، بعد اتهامه عام 2003 بارتكاب جرائم ضد الإنسانية خلال الحرب الأهلية التي قتل فيها 120 ألف شخص.
وحكم القضاء العسكري التونسي بالإعدام على الرئيس المخلوع، زين العابدين بن علي، الذي فر إلى السعودية، في “محاكمة القرن” الذي لايزال يحاكم فيها غيابيا هو والعديد من مساعديه بتهمة قتل المتظاهرين خلال ثورة “الياسمين” التي أطاحت به، وكان “بن علي” قد واجه أحكاما بالسجن لمدة 50 عاما وغرامة بملايين الدولارات بتهم الفساد واستغلال النفوذ وحيازة أسلحة وذخائر في القصر.
ومحاكمة الرئيس الموريتاني الأسبق، محمد خونا ولد هيدالة، كانت “محاكمة القرن” إذ حكم عليه بالسجن لمدة 5 سنوات مع وقف التنفيذ بتهمة الاعتداء والتآمر لتغيير النظام الدستوري بالعنف.