مقالات

اللهم آمين

تعلم كيف تقدر ما انت حاصل عليه الآن، قبل ان يجعلك الوقت تقدر ما حصلت عليه، فالتقدير هو حالة من الرضا التي تريح صاحبها وتجعله يتقبل كل ما يراه في حياته بأقل الخسائر الممكنة.

عندما نقدر ما حبانا الله به، وان قلت قيمته وبسط معناه، فهو رضا، وقبول بأي قدر لنا، لاننا لا نملك ان نغير شيئا سوى انفسنا وطريقة تعاملنا مع الحياة.

ان تقدر ما انت حاصل عليه بغض النظر عن سعة السعادة وقيمة المكسب، فهو قناعة بالموجود اذا استحال الحصول على الاكثر، اما التأفف والتذمر على الحال فقد يكون حافزا داخليا للانسان ليبذل مجهودا اكثر ليحقق طموحا اكبر، وقد يصل اليه اذا كان امينا مع هذه المسؤولية الجديدة.

اما اذا كان التذمر والتأفف دون ادنى محاولة او مجهود، فهذا حكم على موت المستقبل وذوبان الذات.

الوقت هو الأمس واليوم وغدا، الأمس «فعل ماض نسيب بحاله» لان لا فائدة ابدا من التوقف عنده، واليوم فعل مضارع بثانية واحدة يتحول الى ماض، نحن نحد ما اذا كان ماضيا مسعدا او مبهجا، او انه ماض كئيب موجع.

اما الغد، فهو المستقبل الذي نملك نحن بأملنا وتفاؤلنا ورضانا الى اضاءة لحياتنا، وبالغد نملك ان نغير مسار حدث او نتيجة غير مرغوب فيها او قرار غير مدروس، في محاولة جادة وصادقة ان نغير واقعا غير مرض عنه او نتأمل منه الاكثر.

الرضا عن النفس هو بنظري التقدير، واذا ما رضي المرء عن حاله وحياته ووضعها اذا لم يملك ما يغير به هذه الحال بعد جد واجتهاد واستمرار الامل والتفاؤل، وفي واقع محدود، فهو يضع اولى لبنات السكينة والتصالح مع النفس التي لا يدمرها سوى حب الحصول على كل شيء في كل زمان ومكان.. اي شيء.

حتى تكون انت شمسا تضيء حياتك وحياة الآخرين، عليك ان تكون متصالحا مع ذاتك محبا لها ولوجودها، عليك ان تكون مقدرا لكل نعمة تعيشها مهما قلت قيمتها في حسابك انت.

الصحة نعمة، المال نعمة، الابناء نعمة، الحرية نعمة، الرضا نعمة، راحة البال نعمة، البعد عن المشاكل نعمة، الفقر نعمة في كثير من الاحوال، عندما تؤدي خسارة الصفقات وكثرة الديون وكثرة الطامعين الى قلاقل وأرق لا اول له ولا آخر.

لنرفع ايدينا نحمد خالقنا على كل قسمة قسمها لنا سبحانه في حياتنا، لا نحسد ولا نغار ولا نتمنى ما هو ليس لنا، نعطي كما نحب ان نأخذ، ونأخذ ما نحب ان نعطى، نتمنى للآخرين ما نتمناه لانفسنا ولابنائنا ولأحبتنا، نشكر الرب والانسان على ما يقدمانه لنا، ولا نتردد ثانية في ايجاد العذر لكل من تخلف عن مواساتنا او مشاركتنا افراحنا، فلكل انسان ظروفه التي نعلمها والتي لا نعلمها.

ربي اجعلني انا وكل راغب في الحياة المريحة مقدرين لكل ما نحن عليه، مهما صغرت قيمته.

إقبال الأحمد

iqbalalahmed0@yahoo.com

iqbalalahmed0@gmail.com

“القبس”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.