تسويق الأسماك عبر وسائل التواصل ظاهرة جديدة بأسواق السمك المحلية
امست وسائط التواصل الاجتماعي احدى ادوت التسويق في العصر الحديث وصار بامكان المستهلك بمجرد استخدامه ل 140 حرفا في رسالة نصية عبر هاتفه الحصول على ما يريد من المنتجات بما فيها الاسماك الكويتية التي تصل الى المكان الموجود فيه خلال أقل من ساعة.
واصبحت طريقة بيع الاسماك تتم مباشرة من الصياد الى المستهلك عبر شبكات التواصل الاجتماعي المتعددة سواء موقع (تويتر) او (انستغرام ) او حتى خدمة (واتس اب).
وانتشرت ظاهرة توصيل الطلبات والمنتجات الى المنازل في المجتمع الكويتي لاسباب عدة بررها عدد من المواطنين التقتهم وكالة الانباء الكويتية (كونا) بانها تعود الى اسباب طبيعية متعلقة بالطقس السائد في البلاد من حرارة ورطوبة اضافة الى الثقة بالصيادين الذين يتم التعامل معهم بشكل دوري واصبحوا منافسين لشركات بيع السمك.
ولا يكتفي بعض المواطنين بمجرد الاتصال بل اصبح التأكد من جودة الاسماك من خلال مشاهدة العينة من الاسماك التي يعتزم المستهلك شراءها بالصورة او الفيديو امرا متاحا ليتسنى له اختيار السمك المطلوب وطلبه مباشرة من الصياد.
وقال الصياد محمد ماتقي لوكالة الانباء الكويتية (كونا) انه يمتلك حسابا متخصصا على شبكة التواصل الاجتماعي “انستغرام” بهدف تسويق وبيع الأسماك التي يجنيها خلال عمله شبه اليومي في صيد السمك.
واضاف انه كان يبع الاسماك في السابق لاقاربه الذين كانوا يرون ويشاهدون السمك الطازج فور اصطياده لكن بعد ان ادرك ان هذه التجارة ذات عوائد مجزية فقد فتح حسابا متخصصا لبيع الاسماك الكويتية يشهد اقبالا لافتا.
من جانبه قال الصياد اسامة الذي يفضل استخدام موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) انه يبيع اسماكه عبر هذا الموقع منذ فترة ليست بالقصيرة مضيفا انه يستخدم موظفا لتوصيل الطلبات الى المنازل وفق طلبات عبر حسابه على (تويتر) الذي يتابعه بضعة الاف.
وذكر انه يوفر لزبائنه خدمة مشاهدة السمك سواء عبر الصور الفوتوغرافية او التصوير المباشر بالفيديو مبينا ان هذه الخدمة تعطي مصداقية اكثر بين المستهلك والصياد.
وفي السياق ذاته سعت شركات تجارية الى استخدام ادوات التواصل الاجتماعي لتسويق الأسماك واستحدثت حسابات متعددة لها تروج من خلالها لمنتجاتها وتستقطب الزبائن المتنوعين.
وقال احد مسؤولي هذه الشركات ان مواقع الشركة تشهد اقبالا كبيرا من المستهلكين الذين يطلبون انواعا معينة من السمك الكويتي كالزبيدي الذي يكون الطلب عليه عاليا مقارنة بغيره.
من جانبه قال المواطن خالد الصالح الذي يستخدم شبكة التواصل الاجتماعي لشراء الاسماك أن اسعار السمك تختلف بين اماكن البيع الرئيسية ومواقع التواصل الاجتماعي مضيفا ان سعر السمك نفسه لا يتغير في حين يكمن الاختلاف في عملية دفع خدمة التوصيل التي لا تتجاوز خمسة دنانير.
واضاف الصالح ان الصيادين اصبحوا ينافسون الشركات التجارية التي تبيع السمك من خلال تعاملهم المباشر مع الزبائن موضحا ان من شان هذا الامر ان يدفع اسعار الاسماك للانخفاض بسبب كثرة العرض الناتج عن كثرة بائعي الاسماك.
بدوره قال عادل الفيلكاوي ان ديوانية والده وروادها يتعاملون مع صياد يأتيهم بشكل دوري لبيعهم الاسماك مشيرا الى انه بحكم كبر اعمار رواد الديوانية وعدم قدرتهم على الذهاب الى اسواق الاسماك يفضلون ان يأتي اليهم الصياد بشكل دوري لشرائه طازجا.
من جانبه اعتبر علي الفيلكاوي (64 عاما) فكرة شراء الاسماك عبر وسائل التواصل الاجتماعي جيدة خصوصا انها يتبعها خطوة توصيل الاسماك مباشرة الى المنزل ومن دون أي تأخير وهو ما من شانه تخفيف عناء الذهاب الى السوق في الاجواء الحارة والرطبة.
وقال الفيلكاوي الذي تعود هو اصدقاء جيله على تخصيص يوم كل اسبوعين للتجمع وتبادل الحديث فيما بينهم على ان يكون الطبق الرئيسي لهم هو السمك قال انه في مثل هذه المناسبات فانه يذهب بنفسه ليشتري الاسماك مضيفا ان فكرة بيع الاسماك عبر وسائط التواصل الاجتماعي ستكون المستخدمة مستقبلا .
من جهته ذكر المتقاعد ناصر العازمي الذي يرفض خدمة توصيل المنازل انه يفضل أن يرتاد اسواق السمك ثلاث مرات اسبوعيا مصطحبا معه أبناءه الثلاثة ليتعلمو كيفية الشراء ويستفيدوا من هذا التراث الكويتي الاصيل الذي كان في يوم من الايام مصدر رزق الكويتيين الرئيسي . واضاف أنه يفضل أن يشتري من مزاد سوق السمك لأنه يرضي الجميع حتى وان كانت اسعار السوق مرتفعة بالمزاد حيث بالامكان ان ترى المواطنين واصحاب البسطات يتنافسون على شراء السمك بأسعار مناسبة.
من جهتها قالت احدى مواطنة تدعى حليمة طالب ان الكثير من صديقاتها واخواتها يستغللن شبكات التواصل الاجتماعي في عملية شراء الاسماك فضلا عن الذهاب الى سوق السمك لكنها لاتزال مواظبة على الذهاب وشراء الاسماك مباشرة من السوق لأنها لا تؤمن بطريقة شراء السمك عبر الهاتف او الانترنت.
من جانبه قال مدير شركة مقرها داخل سوق السمك في منطقة شرق ان وظيفة الشركة هي خدمة توصيل بين اصحاب (اللنجات) والصيادين الى الدلالين وذلك لتنظيم عملية البيع والشراء داخل السوق وعدم التلاعب به .
وذكر ان ظاهرة بيع الاسماك عبر شبكة التواصل الاجتماعي تزداد هذه الايام بين الزبائن والصيادين مبينا ان سبب ذلك يعود الى سرعة الطلب وثقة البعض بالصيادين وبما يصطادونه يوميا.
واضاف ان هذه الظاهرة خففت من سوق المزاد قليلا لان التعامل اصبح مباشرا بين الصيادين والزبائن من خلال شبكات عديدة مثل الاتصال بالموبايل او شبكات الانترنت.
وبين ان شهر سبتمبر الجاري كان اكثر المواسم التي تشهد طلبا على الزبيدي والروبيان الكويتي مشيرا الى ان هذين الصنفين اكثر الاصناف التي تفضلها الاسر الكويتية لتكون وجبتهم الرئيسية.
واشار الى عزوف الصيادين الشباب الكويتيين عن هذه المهنة بسبب حظر الصيد في بعض المواسم اضافة الى النقاط الممنوعة للصيد فيها داخل البحر مبينا ان بعض المواسم تشهد فائضا لانواع محددة من الاسماك خاصة سمك “الخثاق” و”الحبار” بسبب قلة الطلب عليه من المواطنين والمقيمين.