منوعات

تزامن عيد الأضحى مع يوم الغفران اليهودي

يبدو أن الفلسطينيين بالضفة والقدس سيحرمون الاحتفال بعيد الأضحى هذا العام كما حرموا الاحتفال بعيد الفطر الماضي بسبب الحرب على غزة.. فهناك حالة من القلق تنتاب الفلسطينيين بالمدن التي يسكنها اليهود بالضفة الغربية والقدس، بسبب تزامن عيد الأضحى مع يوم الغفران اليهودي، الأمر الذي ينذر بحدوث مواجهات ولاسيما المستوطنات التي تحوي عرباً ويهوداً.
توقعات معقدة
ذكر موقع “والا خدشوت” الإسرائيلي أن هناك حدثا لا يتكرر سوى كل 30 عاما، وهو تزامن عيد الأضحى المبارك وعيد الغفران، أو كما يطلق اليهود عليه “يوم كيبور”، لوضع العديد من التوقعات المعقدة والتي أبرزها زيادة مشهد الصراع بين العرب واليهود في فلسطين وداخل الخط الأخضر تعقيدا.
توقعات بحدوث مشاجرات بين اليهود والمسلمين.. صورة أرشيفية
وأضاف الموقع أن هناك احتمالات بنسبة كبيرة للغاية أن يرتفع التوتر بين العرب واليهود في المدن التي تضم عربا ويهودا مثل حيفا ويافا وعكا والقدس، التي ستشهد إجراءات أمنية مشددة ومعقدة تعرقل حياة الفلسطينيين، وذلك على ضوء تصاعد التوتر بينهم على خلفية عملية “الجرف الصامد” التي نفذها الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة الفلسطيني.
وأوضح الموقع أن سكان المدن المختلطة يحاولون بث رسالة تصالحية ورسالة متسامحة، لكن حقيقة حلول عيدين يحملان مضامين ومعاني مختلفة تصعب مهمة التسامح كون عيد الغفران هو يوم للصلاة والصوم وعدم الحركة مقابل عيد الأضحى الذي يعج بالحركة والاحتفالات العائلية والفدية والجماعية، ومن ضمنها ذبح الخراف ومد موائد الطعام الشهي، فكيف يمكن التوفيق بين احتفالين بهذه الدرجة من التناقض يفترض أن يجري في ذات المدينة والشارع والزقاق دون أن تقع مواجهات بين المحتفلين المسلمين والصائمين اليهود؟.
ونقل الموقع عن جهات رفيعة المستوى في عدة مدن مختلطة وجود استعدادات أمنية وإدارية خاصة، فعلى سبيل المثال يستعدون في مدينة عكا لإغلاق المدينة أمام حركة السيارات والسماح فقط بدخولها سيرا على الأقدام، وفي الرملة ويافا جرت لقاءات خاصة جمعت قيادات دينية بهدف محاولة فهم كيف يمكن التعامل مع تزامن العيدين أو قربهما لهذه الدرجة المقلقة، على أمل أن يطلب قادة الطرفين من جمهورهما ضرورة احترام مشاعر وشعائر الآخر، كما وافق قادة المجتمع المسلم في مدينة يافا على تغيير موعد مسيرة احتفالية كانت مقررة صبيحة عيد الأضحى وتنظيمها بدلا من ذلك لحظة خروج عيد الغفران اليهودي.
خطوة استفزازية
وعن مصادفة هذا التزامن، قال الباحث المختص في الشأن الإسرائيلي عادل شديد إن اليهود يرون أن على العرب التزام بيوتهم في هذا اليوم، وأن أي تحرك يُفهم بأنه خطوة استفزازية تعكر أجواء العيد اليهودي.
وأضاف شديد أن الحكومة الإسرائيلية غير معنية الآن بحدوث اشتباكات بين اليهود والفلسطينيين، وذلك بسبب صورتها السيئة وموقفها الضعيف الآن في العالم، وقد تدفع ثمنا سياسيا كبيرا إذا منعت إقامة صلاة العيد في الأقصى، ومع ذلك لن تكون هناك تسهيلات للفلسطينيين في يوم الغفران فيما يتعلق بالإغلاقات المرورية، وقد تمنع قوات الاحتلال المواطنين من الوصول للأقصى لأداء صلاة العيد خاصة الذين يسكنون في الأحياء المغلقة في ذلك اليوم.
يهود يحاولون اقتحام الأقصى في عيد الغفران.. صورة أرشيفية
ومهَّد الإعلام الإسرائيلي للجمهور قبل أسابيع باحتمالية تزامن عيد الأضحى مع يوم الغفران اليهودي، وفي مبادرات فلسطينية داخل الخط الأخضر دعي الفلسطينيون للتواضع في الاحتفال بعيد الأضحى المبارك، وعدم إطلاق الألعاب النارية لتجنب اعتداءات اليهود المتدينين الوحشية عليهم.
فيما قال الدكتور مختار الحفناوي، أستاذ الإسرائيليات بجامعة القاهرة، إن تزامن عيد الأضحى مع يوم الغفران بالتأكيد سيخلق مواجهات من قبل الكيان الصهيوني تجاه الفلسطينيين، مشيراً إلى أنهم يرفضون أي أعياد تخص أي دين آخر غير الدين اليهودي ويتعاملون معه بكل عنف.
احتفال غير مكتمل
يقول المقدسي زهدي عليان: “أخشى أن آلاف المواطنين لن يتمكنوا من الوصول للمسجد الأقصى لأداء صلاة العيد بسبب الإغلاقات المحكمة على الطرق، وباختصار شديد لن يكون هناك عيد أضحى للمسلمين في القدس هذا العام”.
أما المقدسية نهى جاموس التي تعيش في نابلس فقالت إن “عيدي الفطر والأضحى هما الفرصة الوحيدة التي تجمعني بعائلتي، وأنتظرها طوال العام بفارغ الصبر، ولكن لم يتمكن أقربائي من زيارتي في عيد الفطر بسبب الخطر على الطرقات من اعتداءات المستوطنين والأوضاع الأمنية المرتبكة، ولن يتمكنوا من زيارتي في عيد الأضحى بسبب يوم الغفران”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.