فريق الغوص بالنادي العلمي يحذر من خطر ابيضاض المرجان
حذر فريق الغوص بالنادي العلمي من حدوث ابيضاض للمرجان خلال الفترة القادمة نتيجة زيادة معدلات تلوث البيئة البحرية مشيرا الى ان الابيضاض حالة مرضية تؤدي إذا استمرت لفترة طويلة الى موت المرجان وتغطي هيكله بالطحالب.
وقال مدير إدارة علوم البيئة البحرية ورئيس الفريق بالنادي العلمي الكابتن طلال السرحان في تصريح صحافي اليوم ان الشعاب المرجانية من أكثر الأنظمة الأيكولوجية انتاجا على وجه الأرض وبالرغم من إنها تشكل واحدا بالمئه فقط من غطاء الكوكب فانها تحتوي على نحو 25 بالمئه من الكائنات الحية.
وأوضح السرحان أن فائدة الشعاب المرجانية عديدة فهي تساهم في توفير بيئات تكاثر لكثير من الكائنات الحية التي تقتات عليها اضافة الى الكائنات التي يستفاد منها طبيا فضلا عن فائدتها الاقتصادية التي تعود على الدولة من السياحة البيئية.
وأوضح ان الشعاب المرجانية في الكويت تتعرض إلى أضرار كثيرة نتيجة للتلوث وبسبب التغير المناخي ما تسبب في اوصل المرجان إلى حالة الابيضاض.
وأشار إلى أن العوامل السلبية في البيئة البحرية الكويتية والتي تتعرض لها الشعاب المرجانية بدورها متعددة ومن أبرزها زيادة الرسوبيات الترابية نتيجة الكرافات (سفن الجر الخلفي) والردم اضافة إلى ارتفاع نسبة الملوحة.
ولفت ايضاالى الضرر المباشر الناتج من تكسر المرجان بسبب القاء المراسي وشباك الصيد المهملة محذرا من الشعاب المرجانية بلغت ذروة قدرتها في التحمل.
وأكد ان هذه القضية بدأت بالظهور منذ سنوات حيث بدأت معدلات الابيضاض تزداد وتيرتها عاما بعد عام وخاصة مع ارتفاع درجات الحرارة لافتا إلى ان اخر حالة ابيضاض هائل حدث في الكويت كان في أكتوبر 2010 إلا ان نسبة كبيرة من المرجان تعافت مع إنحسار عامل الحرارة “لكن معدلات التلوث تزداد ومن المتوقع حصول ابيضاض مجددا خلال الفترة القادمة”.
من جانبه قال رئيس لجنة المشاريع ورئيس اللجنة العلمية بالفريق الكابتن محمد الخرافي الذي يشغل ايضا منصب رئيس قسم البحوث ودراسة الأحياء المائية ان المرجان حيوان يتكون من العديد من البوليبات متحدة مع بعضها البعض مشكلة مستعمرة مرجانية ويعيش كل بوليب حياة تكافلية مع طحلب أحادي الخلية ويقوم هذا الطحلب بعملية البناء الضوئي (تحويل الطاقة الشمسية إلى طاقة غذائية).
واوضح الخرافي أن المرجان يعتمد في نحو 95 بالمئه من غذائه على هذا الطحلب لافتا إلى أن هناك أنواعا قليلة جدا من المرجان تعيش من دون طحالب.
وعن ظاهرة ابيضاض المرجان قال الخرافي ان حدوث هذه الحالة تكون نتيجة ارتفاع الحرارة أو بسبب عوامل أخرى متراكمة تجعل المرجان يفقد الطحلب الذي بداخله مبينا أن هناك بعض النظريات تشير إلى خروج الطحلب من المرجان بنفسه وفي كلا الحالتين فإن المرجان يفقد مصدر غذائه وحينها يبدأ بالموت التدريجي.
وأوضح ان حاله الابيضاض هي حالة مرضية ليس معناها نفوق المرجان ويمكن للمرجان أن يعيش من عدة أسابيع إلى عدة أشهر في حالة ابيضاضه ثم يتعافى مع إنحسار الاسباب المسببة للابيضاض أما اذا استمر الابيضاض فترة طويلة فانه يصل الى مرحلة الموت.
ورأى ان الخطر مستمر مع زيادة تلوث الهواء بسبب انبعاثات الغازات وزيادة نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون وارتفاع حرارة الأرض.
وحول مواجهة ظاهرة ابيضاض المرجان قال الخرافي انه بالرغم من العوامل السلبية التي تتعرض لها البيئة البحرية والشعاب المرجانية في الخليج العربي فان الأمل مازال موجودا بتخطي الضغوط المختلفة التي تم ذكرها موضحا انه من الناحية الجينية فقد بدأ العلماء في دراسة المرجان في الخليح العربي.
وقال انه تبين ان المرجان في الخليج يتميز بقدرة أعلى على مواجهة الضغوط السلبية في البيئة مقارنة مع المرجان حول العالم فبينما المرجان في البحر الأحمر والمحيطات الأخرى يبيض عند درجة حرارة 28 – 29 درجة سيليزية نجده في الكويت قادر على العيش على درجات حرارة تصل 30 – 31 درجة سيليزية.
وذكر ان العلماء اكتشفوا ان قدرة التحمل لدى مرجان الخليج العربي تكمن في نوع الطحلب الذي يعيش بداخله فقد تبين أن هناك عدة سلالات من الطحلب وان السلالة المتواجدة في مرجان الكويت تتمتع بقدرة أعلى على التحمل التغيرات الحرارية.
وبين انه يجب خفض العوامل السلبية الأخرى على المرجان مثل خفض التلوث والنفايات الملقاة في مياه الخليج وهذا أمر ملح لا مفر منه إذا اردنا إنقاذ ما تبقى من الشعاب المرجانية.
وشدد على ضرورة حماية الشعاب المرجانية وعدم اهمالها مشير الى ان تعويض المرجان النافق يتطلب عقودا زمنية طويلة.