
ودنا سموك ولكن!
ما يخالف طال عمرك استحملنا شويْ حتى لو ثقّلنا عليك، لأن احنا بصراحة تعبانين ومنزعجين، واذا لم نعبّر عما في داخلنا، فابشْرك، راح ننفجر وننبط ونتمزق شر ممزق مثل التفاخية بالضبط، وسموّك أكيد ما ترضاها لنا، لسبب بسيط جدا، اذا انفجرنا وانبطينا وتمزقنا شر ممزق مثل التفاخية بالضبط، وين بتلاقون شعب حليو وطيب مثلنا، وبليز لا تقول دفعة مردي، والهوا شرجي، ترى مالك غيرنا. سمو رئيس الوزراء، احنا الشعب وبعد كثير من التجارب مع الحكومة، صرنا عاجزين عن الفهم، ولو دخلنا في امتحان لقياس مدى استيعابنا للطريقة التي يتم فيها ادارة البلد، وترتيب أمورها، ومن بينها اختيار القيادات العليا والوسطى لخرجت النتيجة مثل نتيجة بعض مدارسنا المسائية، لم ينجح أحد.
أحوالنا في السنوات الأخيرة تجعل كل واحد منا يتساءل عن الأسس والمعايير التي يتم من خلالها اختيار القيادات العليا في الدولة لأن الأمر يبدو مبهما وغير واضح، قد يقول قائل ان القيادي يتم اختياره لكفاءته وقدرته وخبرته، ولكنه رأي سرعان ما يتهاوى أمام تلك القائمة الطويلة بأسماء القياديين البعيدين تماما عن شيء اسمه قدرة أو كفاءة أو خبرة، وكم من قيادي دخل وخرج ولم يخط بصفحة الانجازات ما يخلد حقبته. يظن آخر ان الأمر يعود للقرب من الحكومة،
والصلات القوية بها، وهذا الرأي سيسقط بسرعة كما سقط سابقه، والدليل أولئك المعارضون الذين كانوا يناكفون الحكومة في الصغيرة والكبيرة، ويناشبونها في الطالعة والنازلة، ومع ذلك وصلوا لأعلى المراتب، وتم اختيارهم ليتبوأوا أفضل المراكز، بل وأصبحوا من المقربين، وأهل الثقة. سيقول ثالث ان القيادة تأتي كتطور وظيفي طبيعي لموظف بدأ صغيرا، ثم صعد تدريجيا سلم الترقيات، الى ان أصبح موظفا كبيرا، ومن القياديين، وهو رأي لا ينطبق بالضرورة على الترقيات في مختلف الأماكن، فهناك قيادات نزلت بالبراشوت على أماكن عمل المفروض ان يكون قياديوها، وأصحاب المناصب العليا فيها هم من دخلوها صغارا، وتطوروا وظيفيا فيها، وعرفوا دروبها ودهاليزها، وتشربوا دقائق الأمور فيها،
فأصبحوا الأقدر من غيرهم على قيادتها. وهكذا تتعدد الآراء، وكلها لا تمتلك الصحة بنسبة %100، وانت طال عمرك بصدد اختيار وزراء جدد سواء لوزارات تدار شؤونها الآن بالانابة، أو وزارات ترغبون في تغيير وزرائها، وهو ما يجعلنا نتوجس خيفة، صدقني غصب عنّا مو بيدنا، فنحن الى الآن مو قادرين نفهم كيف يترك شخص وظيفته، ويحصل على تقاعد طبي، ما يعني أنه غير قادر على العمل، ولكنكم تذهبون له هو بالذات وتمسّكونه بدل الوزارة، ثنتين، تاركين الشباب والأصحاء يضربون الكف بأختها من القهر، وكأنكم تقولون للشعب ان الأكثر حظا في الوصول للمراكز العليا هم المرضى وكبار السن والحدسيون.
سمو رئيس مجلس الوزراء، تساءلت من قبل «من وين أجيب 15 وزيرا يرضى عنهم جميع الكويتيين» ونرد عليك: من غير المعقول ان يكون عددنا فوق المليون ولا تستطيع ان تجد من بيننا 15 شخصاً كفوءاً وشريفاً ونزيهاً وأهلاً للثقة، فقط قم بتوسيع دائرة البحث، واستمع لآراء كويتيين آخرين غير المستشارين اياهم، وأكيد ستجد من تبحث عنهم من وزراء على المستوى المطلوب، ووقتها أكيد سنصفق لك.
عزيزة المفرج
almufarej@alwatan.com.kw
“الوطن”



