عربي و دولي

مجلة أمريكية: الأكراد يحاربون داعش إنقاذاً لوجودهم

تناولت مجلة “نيويوركر” الأسبوعية، في تقرير اليوم الثلاثاء، محاربة تنظيم الدولة اللا-إسلامية للأكراد في العراق وسوريا.

وأشارت المجلة إلى قول رئيس إقليم كردستان العراق مسعود برزاني “حان الوقت لنقرر مصيرنا، ويجب ألا ننتظر حتى يقرره آخرون بالنيابة عنا”.

وفي 8 أغسطس (آب)، دعي القائد السابق بالجيش الكردي نجاة علي صالح، لاجتماع مع برزاني، الذي بدا قلقاً للغاية، إذ تمكن مقاتلو داعش من التوغل في مناطق عراقية تقطنها غالبة كردية، وتغلبوا على قوات البشمركة في سنجار ومخمور غرب العراق، وباتوا على مسافة قرابة 20 كلم من أربيل عاصمة كردستان العراق.

وكان مقاتلو داعش سيطروا أيضاً على سد الموصل على نهر دجلة، ما هدد بإغراق بغداد، فيما لو قرر الإرهابيون ذلك.
وقال صالح: “لم نكن مستعدين لما جرى”، كما أعرب الزعماء الأكراد عن صدمتهم من تلك الهزيمة، وتمت إقالة قادة عسكريين وإحالتهم إلى التحقيق.

نصر سريع
وأشارت المجلة إلى إعادة صالح، الذي قاد تمرداً كردياً ضد صدام حسين إلى الخدمة العسكرية، وصدرت له الأوامر باستعادة مدينة مخمور، ومواصلة القتال واحتواء مقاتلي داعش أينما وجدوا.

وسارع صالح لجمع بضعة آلاف من المقاتلين الذين حاصروا المدينة ودخلوها، وفي اليوم التالي، أصبحت مخمور في أيدي الأكراد، وخلال الأسابيع اللاحقة أُجبر مقاتلو داعش على الهروب من قرابة عشرين قرية.

امتداد واسع
وتمتد جبهة المعارك بين داعش والأكراد على مسافة يبلغ طولها قرابة ألف كيلومتراً في شمال شرق العراق، وهي منطقة جبلية وعرة داخلية، يصعب القتال فيها، إلا على الأكراد، العارفين بتضاريسها.

وبدأ القتال بين الطرفين، ليلة 9 يونيو (حزيران)، بعد تلقي مسؤولون أكراد تقارير أن مسلحي داعش بدأوا بدخول مدينة الموصل، وأشارت معلومات استخباراتية إلى أنهم كانوا يخططون لتحرير قرابة 400 سجيناً من سجن بادوش داخل المدينة.

وقدَّر مسؤولون أكراد، أن زعماء داعش تمكنوا من جمع حوالي 15 مليون دولار، على شكل ضرائب من رجال أعمال عراقيين.

عرض المساعدة
بدوره قال البرزاني للمجلة: “الخريف الماضي، شعرنا بقلق من توسع نفوذ داعش، واتصلت برئيس الوزراء العراقي آنذاك، نوري المالكي، محذراً وعارضاً تقديم المساعدة، فأجابني اهتم أنت بكردستان فقط، والباقي تحت السيطرة”.

من جانبه، ذكر رئيس أركان قوات البشمركة فؤاد حسين أن “المالكي تفاخر خلال لقاءه مسؤولين أكراد، أن الجيش العراقي يحقق انتصارات على داعش، في حين أن المعلومات الاستخباراتية كانت تشير إلى تراجع قدرات الجيش العراقي”.

وأضاف حسين “خلق المالكي عالماً من الخيال لنفسه وللمحيطين به، ولكن عندما دخل مسلحو داعش الموصل، لم يعد المالكي قادراً على تكذيب الوقائع، وبوصول الإرهابيين إلى مشارف كركوك، سارعت حكومة المالكي لطلب العون من حكومة كردستان العراق”.

وختمت الصحيفة أن المعركة انتقلت بين الأكراد وداعش إلى الأراضي السورية، حيث يبدو أن الأكراد عازمين على الدفاع عن أبنائهم وأعراضهم وقراهم، واستعادتها من إرهابيي الدولة اللا-إسلامية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.